المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل تُعقد الطائرات الإيرانية المسيرة إحياء الاتفاق النووي

ترجمة خاصة ـ المعهد العراقي للحوار

تتواصل ردود الفعل الدولية على إرسال تقارير تتحدث عن قيام الحكومة الإيرانية بإرسال طائرات مسيرة هجومية لروسيا، لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، حيث قيمت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير تحليلي، السبت، أسباب هذا التعاون العسكري وتداعياته المحتملة على الحكومة الإيرانية.

وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال في بداية التقرير “بينما تواجه سلطات الجمهورية الإسلامية احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة في الداخل، ومن ناحية أخرى، فإنها تكافح مع العقوبات والشلل والظروف الاقتصادية الصعبة، أدى دعمهم لروسيا في الحرب في أوكرانيا إلى مزيد من العزلة الدولية”.

ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، إذا استمر التعاون العسكري الإيراني مع روسيا وتم إرسال المزيد من الطائرات الانتحارية بدون طيار، فإن احتمالية التوصل إلى اتفاق نووي مع الحكومة الإيرانية ستكون أكثر قتامة مما هي عليه اليوم.

وواصلت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرها وكتبت “علي خامنئي، زعيم الجمهورية الإسلامية، بذل جهودًا كبيرة للتقرب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعزيز العلاقات مع موسكو في السنوات الأخيرة”.

وعزز التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية، والذي أدى إلى الحفاظ على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، موقف الحكومة الإيرانية.

ووفقًا لأليكس فاتانكا، رئيس برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، فإن الوضع الحالي هو أنه عندما تتلقى روسيا طلبًا من إيران، لا يمكن لسلطات الجمهورية الإسلامية تجاهل ذلك ببساطة.

ورفضت طهران استخدام طائرات مسيرة إيرانية ضد القوات الأوكرانية، فيما التزمت موسكو الصمت في هذا الصدد حتى الآن، فيما يقول مسؤولون أوكرانيون ودول غربية إن هناك أدلة كثيرة على أن روسيا استخدمت طائرات مسيرة انتحارية إيرانية الصنع لاستهداف مراكز الطاقة والبنية التحتية الحضرية في أوكرانيا.

وفي جزء آخر من تقريرها، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن خبير دولي في طهران: كان هناك خلاف بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية حول نقل طائرات مسيرة هجومية إلى روسيا، في منتصف الحرب في أوكرانيا.

ووفقًا لمصدر وول ستريت جورنال هذا، جادل المعارضون بأن هذا التعاون العسكري مع روسيا سيجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب.

وفي جزء آخر من تقريرها، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصدر مقرب من الحرس الثوري الإيراني، أن أقرب مستشاري المرشد علي خامنئي أقنعوه مؤخرًا بأن تعزيز العلاقات مع موسكو هو أفضل ضمان للحفاظ على السلطة السياسية وبقاء الجمهورية الإسلامية.

ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، على الرغم من أن سلطات الجمهورية الإسلامية كانت تبحث عن شراء معدات عسكرية متطورة وثقيلة من روسيا لفترة طويلة؛ لكن موسكو لم تبد أي رغبة في تسليم هذه المعدات العسكرية لإيران، ومن بينها مقاتلات “سوخوي 35″، بسبب القلق من تشديد العقوبات الدولية  وعدم وجود قنوات مالية.

وذكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على تويتر أمس – 20 أكتوبر – عقب محادثته مع جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وقال: “اليوم في اتصال هاتفي مع بوريل، ذكرته أن سياستنا الواضحة هي معارضة الحرب والتصعيد .. وإنه في أوكرانيا الادعاء بإرسال صواريخ إيرانية إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا ادعاء لا أساس له، ولدينا تعاون دفاعي مع روسيا، لكن إرسال أسلحة وطائرات بدون طيار ضد أوكرانيا ليس سياستنا”.

وفرضت بريطانيا، الجمعة، 21 أكتوبر/ تشرين الأول، عقوبات جديدة على طهران ردا على مساعدة إيران لروسيا في حرب أوكرانيا.

كما أفادت وكالة رويترز للأنباء اليوم أن ثلاث دول هي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا طلبت في رسالة مشتركة من الأمم المتحدة النظر في اتهام روسيا باستخدام طائرات مسيرة إيرانية في الحرب في أوكرانيا.

وفي هذه الرسالة، التي قدمها ممثلو هذه الدول الثلاث إلى الأمم المتحدة ، يُطلب أيضًا معالجة مسألة ما إذا كان توفير الطائرات الإيرانية بدون طيار في حوزة روسيا واستخدامها في حرب أوكرانيا يشكل انتهاكًا للقرار 2231.

وتمت الموافقة على هذا القرار بعد اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، وفي موافقته وفي جزء منه يُتوقع فرض قيود على النقل الخارجي للأسلحة الإيرانية الصنع.

ويمكن أن يؤدي انتهاك هذا القرار إلى عودة العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على إيران في السنوات التي سبقت الاتفاق النووي والتي تم إلغاؤها بموجب القرار رقم 2231.

اترك تعليقا