المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

روسيا وإيران يتطلعان عن طريق التجارة مع الهند لتجاوز العقوبات

ترجمة خاصة لـ”المعهد_العراقي_للحوار

تعمل روسيا وإيران على إنشاء ممر شحن جديد يخرج أوروبا وعقوباتها عن الصورة، وتتطلعان إلى إقامة شراكة مع الهند، التي أبقت على مسافة من حملة العزلة التي يقودها الغرب ضد البلدين.

وقالت صحيفة “نيكي آسيا” اليابانية، إن “الخطة هي رد على الدفع بقيادة الولايات المتحدة من أجل “صداقة”، محاولة لنقل سلاسل التوريد إلى الحلفاء والدول الصديقة”.

وقال مسؤول إيراني كبير مؤخرًا إن أعمال البناء جارية على 3300 كيلومتر من السكك الحديدية في جميع أنحاء إيران، ومن المقرر افتتاح 560 كيلومترًا من المسار الجديد بحلول شهر مارس/آذار المقبل، وسيؤدي استكمال كل هذه المشاريع إلى توسيع شبكة السكك الحديدية في البلاد بنسبة 20٪.

كما يوجد حوالي 6000 كيلومتر من الطرق السريعة قيد الإنشاء، ومن المقرر أن تنتهي 1000 كيلومتر بحلول شهر مارس، وتم افتتاح طريق سريع مكون من أربعة حارات يربط بين بحر قزوين والخليج الفارسي في عام 2022.

وتسعى إيران للاستفادة من إمكاناتها كمركز نقل بين آسيا وروسيا وأوروبا، ووقعت موسكو ونيودلهي وطهران اتفاقية في عام 2002 تضع خططًا لممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، والذي سيربط الهند وروسيا عبر إيران وأذربيجان، متجاوزًا قناة السويس.

وبالنسبة لروسيا سيوفر الممر قناة تصدير رئيسية إلى جنوب آسيا دون الحاجة إلى المرور عبر أوروبا، التي كانت تعمل على عزل موسكو اقتصاديًا منذ غزوها لأوكرانيا.

وعندما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران في يوليو/تموز الماضي، اتفق هو ونظيره إبراهيم رئيسي على الحاجة إلى إنهاء خط سكة حديد رشت-أستارا في شمال إيران، وهو جزء من المسار المقترح.

وبسبب عزلة روسيا وإيران عن بقية العالم من خلال العقوبات الغربية الصارمة والواسعة، فقد أقامتا علاقات اقتصادية أوثق مع بعضهما البعض.

وقالت وزارة البترول الإيرانية في سبتمبر/ أيلول الماضي، إنها ستستورد تسعة ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي يوميا عبر أذربيجان.

ووقعت شركة النفط الوطنية الإيرانية وعملاق الطاقة الروسي المملوك للدولة غازبروم مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة العام الماضي بقيمة 40 مليار دولار.

وستكون القضية الرئيسية هي الفوز على نيودلهي، اللاعب المهم استراتيجيًا للمعسكر الديمقراطي في التعامل مع روسيا والصين.

وزار دبلوماسي إيراني كبير الهند في تشرين الثاني (نوفمبر) لمناقشة تطوير ميناء تشابهار في جنوب إيران، والذي سيربط الهند ببقية الممر.

وتقول طهران وموسكو إن الطريق سيفيد نيودلهي سياسياً واقتصادياً. وسيفتح ذلك إمكانية المزيد من التجارة مع آسيا الوسطى الغنية بالموارد عبر إيران ، بالإضافة إلى تعزيز هدف الهند المتمثل في تطوير بدائل لربط الحزام والطريق بين الصين وميناء جوادر الباكستاني الذي عارضته نيودلهي.

ولم تشارك الهند في حملة العقوبات ضد موسكو ردًا على غزوها لأوكرانيا، واستمرارها في شراء النفط الروسي. كما أنها لم تنضم إلى الدول الغربية في إدانة قمع إيران للاحتجاجات المناهضة للحكومة.

لكن من المرجح أن يكون استخدام البلدين كطريق تجاري تحديًا ، نظرًا لأنهما معزولان ليس فقط عن سلاسل التوريد العالمية، ولكن أيضًا عن الشبكات المالية الدولية.

اترك تعليقا