المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

المحادثات النووية تتوقف وإيران تعلق

أعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أعلن الجمعة، عن توقف المحادثات النووية مع إيران في العاصمة فيينا، مشيراً إلى أن توقف هذه المحادثات جاء بسبب عوامل خارجية.

وقال بوريل في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، نقلتها وسائل إعلام رسمية إيرانية “من الضروري توقف محادثات فيينا بسبب عوامل خارجية”، مضيفاً إن “النص النهائي للاتفاق جاهز بشكل أساسي وعلى الطاولة”.

بدوره، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، توقف المحادثات قد يشكل زخماً لحل أي مشكلة متبقية والعودة النهائية للاتفاق النووي.

وأضاف خطيب زاده في تغريدة عبر “تويتر”، إنه “سيكون الاختتام الناجح للمحادثات هو المحور الرئيسي للجميع؛ ولن يؤثر أي عامل خارجي على إرادتنا المشتركة للمضي قدماً من أجل اتفاقية جماعية”.

من جانبه اعتبر الكاتب والصحفي الإيراني المقرب من الحكومة، عباس إصلاني، إن يبدو توقف المحادثات نتيجة عوامل خارجية، هو “إشارة ضمنية إلى الطلب الروسي الأخير في المحادثات”.

وكانت تقارير صحفية أفادت في وقت سابق، إنه “من المحتمل جدا أن يتم الاعلان عن تعليق المفاوضات النووية الجمعة لكن بشكل مؤقت، وذلك بسبب طلب الوفد الروسي في الدقيقة الـ 90 ضمانا مكتوبا من واشنطن بأن التجارة والاستثمار والتعاون العسكري التقني الروسي مع إيران لن تعرقله العقوبات الحالية”.

ويرى بعض الساسية في إيران إن “الطلب الروسي من واشنطن سد الطريق أمام التوصل الى اتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي في القريب العاجل”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، طالب السبت الماضي، من الولايات المتحدة تقديم ضمانات مكتوبة بعدم تأثير العقوبات المفروضة على موسكو بسبب الغزو الروسي في التجارة مع إيران في حال إحياء الاتفاق النووي.

غياب المرونة ومطالب جديدة

وكان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، جوزب بوريل، دعا الخميس الولايات المتحدة وإيران إلى إبداء المرونة من أجل التوصل إلى تفاهم في فيينا لإحياء الاتفاق النووي.

ونقلت وكالة أنباء “جوان” التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون الإيراني، إن بوريل أجرى محادثة هاتفية مع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان لبحث المفاوضات النووية.

وقال بوريل إن “المفاوضات في فيينا وصلت مرحلة حساسة وحرجة وتمر بمنعطف حاسم وعلى واشنطن وطهران التعامل بمرونة وبذل الجهود لإحياء الاتفاق والتغلب على قيود الوقت”، مشيراً إلى أن “الضمانات الاقتصادية التي تطالب بها إيران مهمة بالنسبة لكم ونحن ايضا ندعم ضرورة تحقيقها”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للمنسق الأوروبي إنه “لا توجد مبررات منطقية للولايات المتحدة لتقديم بعض المطالب الجديدة”.

وأضاف عبد اللهيان “لا تستطيع الولايات المتحدة، بحجة الضغط على رأيها العام، أن تنقل لنا رسالة جديدة ومختلفة كل يوم من خلال منسق”، مشدداً على أن “بعض القضايا المتعلقة بأبطالنا القوميين غير قابلة للتفاوض”.

ويشار إلى أن إيران رفضت سابقا الالتزام بأي مهلة تحددها دول 1+4، حيث ترى طهران فيها ممارسة ضغط أجنبي يحول دون الوصول إلى حقوقها، فيما يلبي جميع المتطلبات الغربية.

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قال إن “المحادثات النووية تصبح أكثر تعقيداً مع كل ساعة لا تتخذ فيها الولايات المتحدة قراراً سياسياً”، مشيراً إلى أن “واشنطن ليس لديها رغبة في إنجاز اتفاق سريع مع اختلاق أعذار كاذبة”.

ونقلت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية عن مصدر في فريق التفاوض الإيراني بمحادثات فيينا، الخميس، قوله إن “ما لا يقل عن 3 أو 4 قضايا رئيسية وثانوية لا تزال عالقة في محادثات فيينا ولم يتم حلها”.

إيران.. لا نص نهائي في فيينا

ونفى مصدر قريب من فريق التفاوض الإيراني في فيينا، الجمعة، ما ذكره منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، بشأن إكمال النص النهائي لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.

ونقلت وكالة أنباء وكالة “تسنيم” عن مصدر مطلع قوله إن “القضية الرئيسية في محادثات فيينا هي العقوبات على الأفراد والشركات والمؤسسات، حيث يلعب هؤلاء دورا فعالاً في استفادة إيران من أي اتفاق”.

وأضاف المصدر الإيراني “يدعي بوريل أن النص النهائي جاهز، إلا أن الحقيقة هي أنه لم يتم الانتهاء من أي نص وأن قضيتين أو ثلاث قضايا رئيسية وثانوية لا تزال مطروحة على الطاولة”.

واعتبر إنه “منذ بداية المفاوضات، طالبت إيران بإخراج هؤلاء الأفراد والمؤسسات والشركات من القائمة الحمراء المزعومة، وقد استخدم الجانب الأميركي هذا التكتيك مراراً وتكراراً إما لتأجيل ذلك أو تأخيره، وربط إلغاءها بقضايا أبعد من الاتفاق النووي”.

واتهم المصدر الإيراني الولايات المتحدة بالعمل على عدم التوصل إلى إتفاق، وقال “في الجلسات الرسمية وفي المفاوضات مع مجموعة 4 +1، قيل للغرب والأمريكان إنه لن يتم التوصل إلى اتفاق دون رفع هذه العقوبات”.

فيما قالت الوكالة الرسمية الإيرانية إن “الافتقار إلى صنع القرار والمطالب الأمريكية الجديدة تشكل تحدي لعملية التفاوض”.

وأشارت الوكالة بحسب مصادر إيرانية إن توقف المحادثات النووية جاء بناءاً على اقتراح منسق المحادثات النووية في الاتحاد الأوروبي، مضيفة إن “المفاوضات سوف تتواصل بعد هذا الانقطاع”.

وقالت المصادر “إيران من جهتها أنهت المفاوضات ورفعتها إلى الجانب الآخر، والاتفاق مرهون بقرار الأطراف الأخرى، لا سيما واشنطن”.

واعترفت الوكالة الإيرانية إن “هناك بعض القضايا، مثل القضايا بين روسيا والولايات المتحدة، والتي بالطبع، لن تكون ذات صلة بقضية مفاوضات إيران مع دول مجموعة 1 + 4 في فيينا، وواشنطن وموسكو بحاجة إلى حلها”.

وقال المندوب الروسي في فيينا، ميخائيل أوليانوف، “لست على علم بأي مأزق المفاوضات والاتصالات ستستمر”، معتبراً أن “إبرام الصفقة في فيينا لا يعتمد فقط على روسيا”.

وأضاف أوليانوف “هناك جهات فاعلة أخرى تحتاج إلى وقت إضافي ولديها مخاوف إضافية، والقضايا المتبقية لا علاقة لها بموسكو”.

اترك تعليقا