المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

نفط العراق نعمة أم نقمة

يشكو سكان المناطق الواقعة في جنوب العراق وتحديداً محافظة البصرة من تزايد اعداد الإصابات بالأمراض السرطانية الفتاكة جراء الغازات الملوثة المرافقة لعمليات استخراج النفط، فيما يرى خبراء إن هذا التلوث لم يقتصر على استخراج النفط، بل يمتد إلى المخلفات الحربية التي أصبحت عاملاً آخراً لتفشي هذه الأمراض.

النفط الذي يعد مصدراً مهماً للثروة في العراق، بات مسبباً لأمراض السرطان، ويبلغ إنتاج البصرة من النفط نحو ثلثي إنتاج العراق، فيما تشير تقديرات وزارة الصحة إن عدد المصابين بالأمراض السرطانية تجاوز الـ 4 آلاف شخص مع غياب العلاج وإرتفاع أسعاره.

وذكر المهندس الخبير النفطي زكي الساعدي، بشأن الأمراض التي يسببها الغاز الملوث، قائلاً “كنت في طريقي لأحد الحقول النفطية لم أستطع اتنفس الهواء لتلوثه الكامل بالغاز المحترق”.

‏وتساءل في حديث لوكالة أنباء “بغداد اليوم، “هل النفط نعمة أم نقمة لساكني هذه المناطق اذ إنهم في فقر مدقع أنهم يعانون من الامراض السرطانية بلا مستشفيات”.

وكشف الساعدي إن الزراعة بمحافظة البصرة في تدني لوجود أجواء ملوّثة، مع عدم معرفتنا أين تذهب أموال النفط في الموازنة”.

فيما أكدت الباحثة إسراء العلالي، إن “البصرة تعاني من العديد من المشاكل البيئية، وتظهر أوضح هذه المشكلات في تلوث الهواء وتردي نوعيته”.

وقالت إن “البصرة تشهد عمليات إنتاج نفطي كبيرة وحرق الغاز المصاحب في عملية الاستخراج للنفط الذي ينتج عنه إنبعاث دقائقية وغازات شديدة السمية والتي تسبب للإنسان العديد من الأمراض الخطيرة “.

ودعت العلالي إلى ضرورة وضع دراسة لتحليل مستويات التلوث بالدقائق العالقة في هواء مواقع حفر الابار النفطية لمحافظة البصرة والناتجة عن عمليات حفر الآبار النفطية ومطلقات عوادم المولدات الكهربائية ووسائط النقل وبعض الفعاليات الصناعية”.

فيما قال الطبيب مرتضى الساير إن “الإصابات بالسرطان سجلت ارتفاعاً مقلقاً في مناطق البصرة وميسان والناصرية”، لافتاً إلى إن “الإصابات يبدو أنها تتركز في مناطق معينة، سواء بسبب الانبعاثات المرتبطة باستخراج النفط، أو بسبب مخلفات الحروب المشعة”.

ولفت الساير إلى أن لم تعد حقوق النفط هي السبب في زيادة الأمراض السرطانية في المحافظة الجنوبية، بسبب المخلفات الحربية.

من جانبه، تحدث النائب عن محافظة البصرة أحمد الربيعي، إن الإصابات بمرض السرطان تتركز في مناطق معينة من محافظة البصرة سواء بسبب الانبعاثات المرتبطة باستخراج النفط أو بسبب مخلفات الحروب.
وأشار الربيعي في حديث لوكالة “المعلومة”، إلى وجود مساعي حثيثة لإيجاد معالجات قانونية من أجل تخصيص مبالغ مالية لغرض إزالة الملوثات.

اترك تعليقا