المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صدر حديثاً.. كتاب “الحرس القومي في إسرائيل”

صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية ـ مدار (رام الله) عدد جديد من سلسلة كراسات “أوراق إسرائيلية” بعنوان “الحرس القومي في إسرائيل قراءة في الجذور، الأسس الفكرية والعلاقة مع اليمين الجديد”، وهو من إعداد الباحث وليد حباس.

وتنقسم الورقة إلى جزأين، الجزء الأول يعود إلى الثورة الفرنسية، وبدايات تأسيس المجتمع الأميركي، كمجتمع استعمار استيطاني كان عليه التعامل مع، وإخماد، ثورات الأصلانيين والعبيد الأفارقة.

ويقدم هذا الجزء مراجعة في أهم الأطر النظرية الداعمة، والرافضة، لإنشاء الحرس القومي، ويسوق أمثلة على عمل هذه الميليشيات، وعنفها الذي يتلقى انتقادات لاذعة من مؤسسات حقوق الإنسان، في الدول الغربية.

والجزء الثاني ينفرد في قراءة السياق الذي أدى إلى ولادة فكرة الحرس القومي في إسرائيل، والدور الذي من المتوقع أن يُناط به. ويقدم هذا القسم ترجمات من أهم النصوص الإسرائيلية المتعلقة بالنقاشات الرسمية التي أعقبت أحداث هبة مايو/ أيار 2021، ويحللها، وصولًا إلى قرار الحكومة الإسرائيلية، في 2 أبريل/ نيسان 2023، بتكليف وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بتقديم مقترح شامل في غضون 60 يومًا لتشكيل الحرس القومي.

وفي الخاتمة، تستطرد الورقة في قراءة علاقة الحرس القومي الإسرائيلي باليمين الجديد، والديني، والاستيطاني داخل إسرائيل، والانعكاسات المحتملة على فلسطينيي القدس والداخل.

وقدّم للورقة الكاتب أنطوان شلحت، فأشار إلى أنها الأولى من نوعها باللغة العربية، وتقدّم خلفيات إنشاء ما بات يُعرف باسم الحرس القومي (أو الوطني) في دول مختلفة من أنحاء العالم، والتي يحلو لإسرائيل أن تحذو حذوها، أو أن تتشبّه بها، لكي تضع يدها على العوامل الواقفة وراء القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا، والقاضي بإنشاء مثل هذا الحرس. وأكد أن هذا لا يأتي فقط من الرغبة في إجراء المقارنة، وذلك من منطلق أن لكل فترة مُحدّداتها، إنما أيضًا من ضرورة توكيد أنه على الرغم من اختلاف الظرف التاريخي، لا يمكن عدم رؤية التشابهات والتقاطعات ما بين الحرس القومي في الولايات المتحدة مثلًا ومفهوم الحرس القومي في إسرائيل في الوقت الحالي، نظرًا لأنها تؤكد، من ضمن أمور أخرى، أن الصراع بين المستوطن الصهيوني والأصلاني الفلسطيني يفرض نفسه على سياق الحرس القومي الآخذ بالتشكّل في إسرائيل.

وأضاف شلحت: فضلًا عن المقارنة التي تجريها هذه الورقة مع سيرورات تشكيل الحرس القومي في أنحاء مختلفة من العالم، فهي تعرض بقدر وافٍ لكل الجدل الدائر بهذا الشأن في إسرائيل من خلال الاستعانة بترجمة مقالات وتحليلات ومواقف بصورة حرفية تتيح للقارئ إمكان الاطلاع على جوانب هذا الجدل من مصادره الأولى مباشرة.

وفضلًا عن ذلك، ثمة تركيز خاص مقصود على مسألتين ذواتي صلة: الأولى، تقديم جينيولوجيا حول تشكيل الحرس القومي الإسرائيلي، ولا سيما من الفترة القليلة الفائتة والمحدّدة منذ هبة مايو/ أيار 2021، وما عنته من علاقة عضوية بين الفلسطينيين في الداخل والقضية الفلسطينية في كل ما يرتبط بقضية مواطنتهم في إسرائيل وحقوقهم المدنية.

الثانية، مسألة علاقة المسعى لإنشاء حرس قومي في إسرائيل، مع تصاعد قوة اليمين الجديد الذي بات اليمين الفاشي المتمثل في حزب “عوتسما يهوديت” (“قوة يهوديّة”) الكهانيّ أحد أنشط الفاعلين فيه. وفي هذا الخصوص، تشير الورقة إلى أنه في بعض الحالات خارج إسرائيل تم اختيار الحرس القومي من طرف جماعات سياسية يمينية متطرفة كرمز للقوة القومية، ما أدى إلى زيادة شرعية مقترحاتها السياسية وإضفاء الصدقية على مواقفها، وتؤكد أن هذا هو السياق العام الذي يفسر ولادة فكرة الحرس القومي في إسرائيل من جانب أحزاب وأعضاء كنيست تابعين لليمين الجديد.

اترك تعليقا