المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

فوكوياما : هزيمة كاملة بانتظار بوتين

توقع العالم السياسي #فرنسيس_فوكوياما توجه #روسيا نحو “هزيمة كاملة” في #أوكرانيا. ولفت إلى أن التخطيط الروسي كان غير كفوء ومستنداً إلى افتراض معيوب مفاده أن الأوكرانيين ينظرون بإيجابية إلى روسيا وأن الجيش الأوكراني سينهار فوراً بعد الاجتياح. ورأى أنّ الجنود الروس كانوا يرتدون الزي الرسمي الخاص باستعراض النصر في كييف بدلاً من الذخيرة الإضافية والحصص الغذائية.

عند هذه النقطة، التزم بوتين بنشر الجزء الأكبر من كامل جيشه في هذه العملية، حيث لم يعد يتمتع بالمقدرة على استدعاء أعداد كبيرة من الاحتياط كما أن القوات الروسية عالقة خارج مدن أوكرانية عدة حيث تواجه مشاكل ضخمة في الإمدادات وهجمات أوكرانية مستمرة.

وكتب #فوكوياما في مجلة “#اميركان_بوربوز  أنّ انهيار مواقع الجيش الروسي قد يكون مفاجئاً وكارثياً عوضاً عن الانهيار البطيء من خلال حرب استنزاف. سيصل الجيش الروسي على أرض الميدان إلى نقطة لا يمكنه تلقي الإمدادات ولا الانسحاب، وستتبخر المعنويات. وهذا صحيح على الأقل في الشمال. أداء الروس أفضل في الجنوب، لكنه سيصعب الحفاظ على هذه المواقع إذا انهار الشمال.

ولم يرَ الكاتب وجود حل ديبلوماسي للحرب قبل الانهيار. ليس هنالك حل وسط يحظى بقبول الطرفين يمكن تصوره، بالنظر إلى الخسائر المتكبدة لغاية اليوم. وأثبت مجلس الأمن مجدداً أنه بلا جدوى.

أشاد فوكوياما بقرارات إدارة #بايدن عدم تأسيس منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا وعدم المساعدة في إرسال مقاتلات “ميغ” البولندية. إن إلحاق الأوكرانيين الهزيمة بالروس هو أفضل بكثير، بما يحرم موسكو من عذر أنّ حلف شمال الأطلسي هاجمها. بالتحديد، لن تضيف مقاتلات “ميغ” البولندية الكثير من الإمكانات لصالح الأوكرانيين.

فمواصلة توفير صواريخ “جافلين” و”ستينغرز” ومسيّرات “بيرقدار” والإمدادات الطبية ومعدات الاتصالات وتقاسم المعلومات الاستخبارية أهم بكثير. وافترض فوكوياما أن الناتو يعطي توجيهات استخبارية إلى القوات الأوكرانية من خارج الحدود.

الكلفة التي تدفعها أوكرانيا هائلة لكن الضرر الأكبر تسببه الصواريخ والمدفعية التي لا تستطيع مقاتلات “ميغ” أو منطقة حظر الطيران فعل الشيء الكثير حيالها. وتابع فوكاياما أنّ الأمر الوحيد الذي سيوقف المذبحة هو هزيمة الجيش الروسي على الأرض.

توقع الكاتب نفسه ألا يستطيع بوتين النجاة من هزيمة جيشه. هو يحظى بالدعم لأنه يُنظر إليه على أنه رجل قوي. ولهذا السبب، يتساءل عما سيتمكن بوتين من تقديمه إذا أظهر أنه غير كفوء ومجرد من قوته الإكراهية.

ورأى فوكوياما أنّ الهزيمة الروسية ستجعل “ولادة جديدة للحرية” أمراً ممكناً كما ستنتشل الغربيين من حالة الحزن من تراجع الديموقراطية على المستوى العالمي. “ستستمر روحية 1989 بفضل مجموعة من الأوكرانيين الشجعان” كما كتب.

المصدر: النهار

اترك تعليقا