المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

بيدٍ محنّاة تنثر البصرة ورودًا على درب خليجي 25

في مدينة لا تعرف الخوف، أبيّةٌ، عصيّة على الظلام، كفكفت دموعها ورسمت على شفتيها ابتسامة تفيض ب ” هلا ومرحبا” ، إنها البصرة “فينسيا الشرق” .

حيث انطلقت يوم أمس  فعاليات كأس الخليج 25 في مدينة البصرة وسط حضور جماهيري حاشد، كما حظيت البصرة بحضور رسمي رفيع المستوى تمثل برئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الخليجي لكرة القدم ، وعدد من سفراء الدول الخليجية والشخصيات السياسية، وعدد كبير من الفنانين العراقيين والعرب. وبمشاركة ثماني دول هي البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والامارات العربية المتحدة اضافة إلى اليمن والعراق. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1979 يكون فيها العراق موطنًا للبطولة.

لكنّ العراقيّين بطبيعة الحال سيكونون على موعد مع المُقارنات غير المنصفة ، ومع ذلك فإنّ استضافة البطولة الخليجية هي فرصة لتعزيز علاقات العراق مع دول مجلس التعاون الخليجي والتي شهدت توتر على مدى عقود.

وتناقلت وسائل الإعلام العالمية حدث استضافة كأس الخليج بجدل كبير، لأسباب تتعلق بأعمال العنف والأزمات السياسية والاقتصادية ، متسائلين كيف لبلد مزقته الاضطرابات أن يكون أرضاَ للبطولة، حيث تعد هذه البطولة الأولى لكرة القدم التي يستضيفها العراق منذ أكثر من أربعة عقود.

ومن جانب آخر، تنتعش مدينة البصرة في هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى وسط تدابير أمنية وتنظيمية مشددة بالتزامن مع تدفق السياح من دول الخليج المجاورة للمشاركة في البطولة. ويرى الاتحاد العراقي لكرة القدم في البطولة فرصة لاستعادة الثقة باستضافة العراق المزيد من المنافسات الرياضية بعدما غيبت الأحداث السياسية والأمنية العراق عن المشاركة في بطولات الخليج،  بعد غزو العراق لدولة الكويت مطلع آب/أغسطس 1990 في عهد النظام السابق ، وظروف الحصار الاقتصادي التي رافقت آثار هذا الغزو في حقبة التسعينيات، وكذلك الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي (فيفا) على العراق، قبل أن يعود إلى أجواء بطولات كاس الخليج عام 2004.

وأخيرًا، يأمل العراق في استعادة مكانته  والتغلب على التحديات، ورغم الفسحة الزمنية الحرجة، ألا أن القيّمين على تنظيم البطولة في البصرة استطاعوا تهيئة ملعب البصرة الدولي (جذع النخلة) وملعب الميناء الأولمبي لاستضافة بطولة كأس الخليج 25 ، ومع كل الأزمات التي شهدتها المدينة في الفترة الأخيرة، ألا أنها كفكفت دموعها، وارتدت ثياب عزها  بعد 44 عاماً، لتلوّح للعرب والعالم بغصن الزيتون.

بقلم: رغد غالي

اترك تعليقا