المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

أفريقيا توشك على الخلاص من الدولار الأمريكي

كشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، أن نظام الدفع لعموم أفريقيا الذي من شأنه أن يسمح للدول الأفريقية بالتداول فيما بينها، باستخدام عملاتها الخاصة، يكتسب زخماً.

وأشارت الوكالة في تقرير إلى أنّ بنك التصدير والاستيراد الأفريقي يتوقع أن تنضم 15 إلى 20 دولة إلى نظام الدفع والتسوية الأفريقي بحلول نهاية العام.

  وقال رئيس البنك الأفريقي بنديكت أوراما في مقابلة قبل الاجتماعات السنوية للبنك في غانا، إنّ المنصة بدأت عملياتها التجارية مع تسع دول وقعت حتى الآن.

وأوضح أوراما، الذي يقوم بنكه بتمويل النظام الجديد، المعروف اختصاراً باسم “بي إيه بي إس إس” (نظام الدفع والتسوية الإفريقي في عموم أفريقيا)، أن يستخدم أسعار صرف الدولار في الوقت الحالي، مضيفاً: “لكننا نعمل مع البنوك المركزية لتطوير آلية لسعر الصرف” من شأنها أن تسمح للعملات الأفريقية البالغ عددها 42 بأن تكون قابلة للتحويل فيما بينها.

وأوردت الوكالة أنّ “النظام الجديد للدفع والتسوية للقارة السمراء، والذي اعتمده الاتحاد الأفريقي، باعتباره منصة الدفع والتسوية في أفريقيا، يدعم تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية”.

ولفتت الوكالة إلى أنّ في نهاية عام 2020 بلغ إجمالي أصول وضمانات البنك 21.5 مليار دولار، وبلغت أموال المساهمين 3.4 مليارات دولار.

ووفق الوكالة فإنّ أفريقيا ليست وحدها التي تبحث عن طرق لكسر اعتمادها على العملة الأميركية، كانت هناك دفعة لإزالة الدولرة عبر الأسواق الناشئة، بما في ذلك جهود الهند لتخليص التجارة من خلال الروبية.

وأوضحت الوكالة أنّ الصين لعبت فكرة صندوق النقد الآسيوي، بينما أعلنت البرازيل والأرجنتين عن مشروع لعملة مشتركة تسمى “سور”.

ومنذ أيام، دعا الرئيس الكيني وليام ساموي روتو، في تصريح من برلمان جيبوتي، الدول الأفريقية إلى التخلي عن استخدام الدولار الأميركي في التجارة بين القارات.

وخلال خطابه، سلط روتو الضوء على الحاجة إلى التخلي عن الاعتماد على الدولار الأميركي في المعاملات التجارية بين جيبوتي وكينيا، مشككاً في ضرورة إشراك العملة الأميركية في الأنشطة التجارية بين البلدين.

وأكد روتو أن بنك التصدير والاستيراد الأفريقي Afreximbank قد وفر آلية تمكن التجار داخل القارة من الانخراط في التجارة باستخدام عملاتهم المحلية، معرباً عن دعم كينيا لنظام الدفع والتسوية لعموم أفريقيا، الذي يديره بنك Afreximbank.

وتعكس تصريحات الرئيس روتو التزام كينيا بتعزيز تكامل اقتصادي أكبر داخل إفريقيا وتقليل الاعتماد على العملات الخارجية في التجارة الإقليمية.

واقتراح التخلي عن الدولار الأميركي في التجارة البينية يمكن أن يؤدي إلى تبسيط المعاملات وتعزيز النمو الاقتصادي بين الدول الأفريقية.

الجدير ذكره أنّ دول تحالف البريكس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، تعمل على تكثيف جهود إزالة الدولار لاستخدام العملات المحلية في تسوية التجارة الدولية، وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي.

اترك تعليقا