المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

أمريكا تواجه منافسة جديدة وقوية من روسيا والصين

كشفت تسريبات للبنتاغون على منصة ديسكورد كُشف عنها حديثا، معلومات جديدة تسلط الضوء على موقف الدول النامية الكبرى من المواجهة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، ما يشير إلى فقدان الولايات المتحدة بريقا عالميا سابقا كان يضمن لها مواقف دولية أكثر انحيازا لصالحها.

وقالت الوثائق إن هذه الدول مثل الهند والبرازيل وباكستان، تستغل التنافس بين واشنطن وموسكو وبكين لتحقيق مكاسب خاصة لها، بحسب ما استقرت عليه الاستخبارات الأمريكية السرية.

وتعرض استراتيجية الدول النامية الرامية لتجنب المواجهة المباشرة بين القوى العظمى، الأجندة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن للخطر، بحسب ما خلص إليه تقرير لصحيفة واشنطن بوست السبت، كشف عن التسريبات الجديدة.

 وتبين الوثائق المسربة العقبات التي يواجهها بايدن لتأمين الدعم الدولي المطلوب لجهوده في احتواء العداء الروسي ومواجهة التمدد العالمي المتزايد للصين، فيما تحاول القوى الإقليمية البقاء على الهامش بعيدا عن معركة بايدن.

وفي تصريح أدلى به لواشنطن بوست، قال ماتياس سبكتور، الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن الدول النامية باتت في وضع يجبرها على ضبط التوازن في الوقت الذي تواجه فيه أمريكا منافسة جديدة قوية من روسيا والصين عسكريا واقتصاديا.

وأضاف أن الضبابية ستزول في غضون 10 سنوات ليتبين لمن سيؤول مركز الصدارة بعد الصراع الأمريكي الروسي الصيني، لذا فالدول النامية بحاجة إلى تنويع المخاطر والتحوط.

وقد تكون باكستان مثالا جيدا، حيث تلقت مساعدات اقتصادية وأمنية أمريكية كبيرة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، إلا أنها الآن تعتمد بشدة على القروض والاستثمارات الصينية.

وتكشف إحدى الوثائق المسربة عن تصريح لوزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار، في مارس/آذار الماضي، قالت فيه إن بلادها لم تعد تحاول الحفاظ على أرضية مشتركة بين الصين وأمريكا.

وكذلك الهند، التي أظهرت بوضوح تجنبها الانحياز في الصراع بين واشنطن وموسكو خلال محادثة في 22 فبراير بين مستشار الأمن القومي الهندي أجيت كومار دوفال ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، وهو ما تشير إليه إحدى الوثائق المسربة.

وأكد دوفال لباتروشيف، دعم الهند لروسيا في ملفات متعددة، من بينها موقف الهند الرافض لدعم قرار الأمم المتحدة المدعوم من الغرب حيال الأزمة الأوكرانية.

وتكشف الوثائق المسربة الجديدة، توجه دول “الجنوب العالمي”، وهو مصطلح يطلق على أجزاء من آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، لتكون جسر عبور دبلوماسيا وسط الصراع بين أمريكا وروسيا والصين، دون اتخاذ موقف صريح تريده أمريكا التي فقدت البريق.

وتقول الوثائق إن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اقترح تشكيل “تكتل سلام عالمي” للتوسط بشأن الصراع الأمريكي الصيني والعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو اقتراح طرحه بالفعل على الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته الصين في أبريل.

وفي ظل فقدان الولايات المتحدة بريق الدولة العظمى المتفردة، تسارع دول آسيا الوسطى كذلك، لاستثمار الصراع بين واشنطن وموسكو وبكين، بما يعود على اقتصاداتها بالنفع، ففي ظل الاهتمام المتزايد من الولايات المتحدة والصين وأوروبا في السعي لتقليل اعتمادها على روسيا بما يخص الطاقة، بحسب الوثائق المسربة، تسعى هذه الدول لشراكات اقتصادية جديدة، ووجدت في الصين ضالتها في الوقت الحالي.

اترك تعليقا