المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

دبلوماسي جزائري يحذر المغرب من جر بلاده إلى حرب

حذر عمار بلاني المبعوث الخاص المكلف بالصحراء الغربية ودول المغرب العربي المغرب من احتمال امتداد الأعمال الحربية إلى الأراضي الجزائرية.

وقال عمار بلاني، إن أي “امتداد محتمل للأعمال العدائية المغربية إلى الأراضي الوطنية الجزائرية في إمكانه أن يكون ذريعة حرب”، وذلك في سياق تعليقه على العملية الأخيرة التي اتهمت فيها الجزائر جارتها الغربية بقصف مواطنين بينهم جزائريون على الحدود بين موريتانيا والصحراء الغربية.

وذكر في تصريح لموقع الشروق الجزائري أن هذه الهجمات هي “اغتيالات مدبرة ببرودة من قبل الحكومة المغربية، ولن تمر دون عواقب”، مضيفاً أن “أي امتداد محتمل لهذه الأعمال العدائية إلى الأراضي الوطنية الجزائرية في إمكانه أن يكون ذريعة حرب، على الرغم من أن الجزائر أكدت مراراً حسبه أنها لن تشن الحرب “إلا في حالة الدفاع عن النفس”.

وحول خلفية هذه الهجمات المتكررة، قال السفير الجزائري إن النظام المغربي “يسعى بكل الطرق إلى عرقلة التجارة بين الجزائر وموريتانيا، خاصة منذ زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر وإبرام اتفاقية بين الحكومتين تتضمن إنجاز طريق يربط الجنوب الجزائري بمدينة زويرات الموريتانية”.

وأضاف أن المغرب يهدف إلى عرقلة وإجهاض التقارب الجزائري الموريتاني، لا سيما في مجال التجارة، لإدراكه أن تعزيز التجارة بين الجزائر وموريتانيا سيمنح للأخيرة مساحة أكبر فيما يتعلق بالمسألة الاستراتيجية المتمثلة في تنويع تدفقاتها التجارية، إذ يسعى المغرب حسبه لاحتكار هذه السوق خاصة في مجال الحمضيات.

وتابع السفير الجزائري يقول: “المغرب يخشى أن الطريق الرابط بين تندوف (أقصى الجنوب الغربي للجزائر) وزويرات (شمال موريتانيا) سيلغي هذه الورقة كون المشروع سيسمح لموريتانيا بأن تنأى بنفسها عن النظام التوسعي الذي لا يزال يحلم بمغرب كبير حدوده الخيالية على حدود نهر السنغال… هذه هي خبايا ودوافع الاغتيالات البشعة التي لا يمكن مقارنتها إلا بأعمال إرهاب الدولة التي يرتكبها المغرب بجبن ضد التجار المسالمين والمدنيين الأبرياء الذين لا يشكلون أي تهديد لقوات الاحتلال المغربية”.

ويظهر من تصريح بلاني تصعيد واضح في اللهجة ضد المغرب، إذ ظل المسؤولون الجزائريون يتجنبون مصطلح الحرب في الحديث عن مآلات الأزمة بين البلدين.

وتعد هذه المرة الثانية التي تتهم فيها الجزائر المغرب باستهداف مواطنيها خارج حدودها، ففي 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، قُتل ثلاثة سائقي شاحنات جزائريين في الأراضي التابعة لسيطرة البوليساريو إثر غارة بطائرة مسيرة مغربية.

وقالت السلطات الجزائرية في ذلك الوقت إن المغرب اختار توقيتاً رمزياً يصادف احتفالات الثورة الجزائرية ليهاجم مواطنين عزلاً وتوعدت بالرد. ووجه وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، مراسلات إلى هيئات أممية وإفريقية يضعهم في صورة الاعتداء الذي رفضت المغرب من جهتها الاعتراف به.

اترك تعليقا