المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: حكومة زيلينسكي.. وخطر الانقسامات .. وزيارة بيلوسي تحدد مصير تايوان

لا تزال تداعيات زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، المثيرة للجدل إلى تايوان تتصدر تغطية الصحف العالمية، وسط توقعات بغزو صيني وشيك يحدد مصير الجزيرة، فيما ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أنه مع استمرار الحرب، عادت الانقسامات السياسية الأوكرانية القديمة إلى الظهور، ما يهدد نظام الرئيس، فولوديمير زيلينسكي.

وقالت الصحيفة: ”لقد كان تحولًا ملحوظًا في بلد يعاني من الاقتتال السياسي والفساد والنفوذ الروسي منذ أن أعلن الاستقلال عن حل الاتحاد السوفيتي في عام 1991. ولكن الآن، مع اشتداد الحرب وتدفق مليارات الدولارات من المساعدات الدولية، بدأت تصدعات وتوترات ما قبل الحرب في الظهور بين الحكومة المركزية والقادة المحليين“.

وأضافت: ”تؤكد الخلافات الأخيرة بين زيلينسكي، الزعيم الذي يتمتع بشعبية كبيرة في زمن الحرب، ورؤساء البلديات الأوكرانيين الذين يحاولون الدفاع عن مدنهم وبلداتهم المدمرة أو إعادة بنائها، التحديات الداخلية المتزايدة لأوكرانيا مع اقترابها من ستة أشهر من الحرب“.

وفي مقابلة مع الصحيفة الأمريكية، قال رؤساء البلديات والمحللون إن حكومة زيلينسكي، تحاول على ما يبدو تهميش رؤساء البلديات للحفاظ على السيطرة على ”مساعدات التعافي“ وإضعاف أي منافسين سياسيين في المستقبل.

ووفقا للصحيفة، قال العديد من رؤساء البلديات، على نطاق واسع، إن هناك قلقًا متزايدًا من أنه في خضم الحرب، تتراجع إدارة زيلينسكي، عن الوعود والخطط لإزالة بقايا العهد السوفيتي من خلال تطبيق اللامركزية على السلطة ومنح المزيد من السلطة للحكومات الإقليمية والمحلية.

وقال رئيس بلدية دنيبرو في جنوب شرق أوكرانيا، بوريس فيلاتوف، وهي مدينة أصبحت قناة رئيسة للأسلحة والمساعدات للجبهة الشرقية المحاصرة في البلاد: ”بدأت الاتجاهات الاستبدادية في التطور في أوكرانيا خلال الحرب.. إنهم (مسؤولي زيلينسكي) يحاولون الهيمنة على المجال السياسي.. لكننا لسنا خصومًا.“

وأضاف فيلاتوف (50 عاما) أن رؤساء البلديات كانوا في الخطوط الأمامية للدفاع عن المدن ويريدون المزيد من الامتيازات والنفوذ بشأن كيفية إعادة بناء مجتمعاتهم.

وانتقد حكومة زيلينسكي، بالقول: ”بغض النظر عن الانقسامات الداخلية، فإن العدو الأكبر هو روسيا، ويجب على الغرب أن يواصل دعم دفاع أوكرانيا عن سيادتها.“

وقالت الصحيفة الأمريكية: ”بينما يندفع العالم لمساعدة أوكرانيا، فإن الحكومة المركزية هي القناة الرئيسة لعشرات المليارات من الدولارات من المساعدات التي تعهدت بها الدول والوكالات لإعادة بناء مدنها المحطمة. كما أنشأت إدارات عسكرية إقليمية غالبًا ما تحل سلطتها محل سلطة الحكومات المحلية المدنية والتي تمولها كييف مباشرة“.

وأضافت: ”أدى ذلك إلى الإحباط بين رؤساء البلديات، الذين يجادلون بأن القادة الإقليميين في وضع أفضل من مسؤولي الحكومة المركزية لتلقي الأموال وتوجيهها بسرعة ومعرفة ما تحتاجه بلدياتهم“.

مصير تايوان

في موضوع الساعة، تساءلت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية حول ما إذا كانت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان يوم الثلاثاء، قد حددت بشكل كبير مصير الجزيرة المطلة على المحيط الهادئ، وذلك بعدما أكدت وسائل إعلام صينية أن جيش التحرير الشعبي الصيني يحشد للحرب استعدادًا لهجوم استباقي ردًّا على الزيارة.

وقالت المجلة إنه منذ إنشاء جمهورية الصين الشعبية قبل أكثر من 70 عامًا، كان ”توحيد“ الصين مع تايوان هو الهدف الأسمى لسياستها الخارجية، حيث أدلى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بتصريحات متكررة مفادها أن صبر بكين على قبول تايبيه لعرضها بإعادة التوحيد السلمي آخذ في النفاد.

وذكرت المجلة: ”على مدى العقدين الماضيين، زادت الصين بشكل كبير من قدراتها الهجومية البرمائية. وفي الوقت نفسه، كان تواتر وحجم عمليات توغل المقاتلات والقاذفات الصينية في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية خلال العام الماضي غير مسبوق، مع أكثر من 1400 عملية توغل، مصحوبة بمناورات كبيرة تابعة للبحرية قبالة سواحل البلاد.. وكل هذا حدث منذ أن أصبح جو بايدن رئيسًا لأمريكا“.

وأضافت: ”في الشهر الماضي، اتخذت بكين خطوة غير مسبوقة للمطالبة بالسيادة الكاملة على مضيق تايوان وحذرت الولايات المتحدة من أي محاولة للإبحار بها بسفنها الحربية دون إذن منها. وأعربت إدارة بايدن، عن قلقها من أن الصين ستتخذ إجراءً عسكريًّا ضد تايوان في غضون الثمانية عشر شهرًا المقبلة، بما في ذلك فرض حصار على السفن الأجنبية المبحرة من وإلى مضيق تايوان“.

وتابعت: ”الآن، هناك مؤشرات على أن بكين قد تستخدم زيارة بيلوسي، إلى تايوان كذريعة مناسبة لإنهاء الاستعدادات لحصار جوي وبحري مخطط له منذ فترة طويلة على تايوان بحجة (إحباط مؤامرتها لدعم انفصال تايوان وتقسيم الصين)“.

واعتبرت المجلة الأمريكية أن التحركات الصينية الأخيرة ليست من قبيل الصدفة، حيث بدأت بكين في إجراء تدريبات بالذخيرة الحية برية وبحرية كبرى في مضيق تايوان نهاية الشهر الماضي، وهو اليوم ذاته الذي غادرت فيه بيلوسي واشنطن لبدء جولتها الآسيوية.

وقالت المجلة إنها كانت تتوقع حدوث الغزو الصيني لتايوان على الأرجح في وقت ما بين عامي 2021 و2025.

وأضافت: ”لا تزال التطورات تصب في صالح بكين، مع امتلاك الصين الآن أكبر جيش، وأكبر بحرية، وأكبر خفر سواحل، مع أكبر اقتصاد في العالم وقاعدة صناعية تقريبًا ضعف حجم الولايات المتحدة“.

وأضافت أنه بينما يزعم العديد من المحللين أن الغزو الروسي لأوكرانيا، قد تسبب في تأجيل الصين لخططها لغزو تايوان، فإن الحقيقة هي عكس ذلك على الأرجح؛ ”حيث يعمل الغزو الروسي في الواقع على زيادة الحافز لدى الصين لبدء العمل العسكري ضد تايوان للاستفادة من الانشغال العسكري الأمريكي الحالي في أوروبا“.

واختتمت: ”من المحتمل أن يخطط شي لإظهار القوة بما في ذلك إعادة التوحيد مع تايوان قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي المقرر في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث سيساعده ذلك على تأمين فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس للصين“.

اترك تعليقا