المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

حوار مع مدير المعهد العراقي للحوار

تحتل موضوعة الحوار مع الأخر اهتماما ً كبيرا ً في مجال الفكر الإنساني وبين المثقفين .. وبعد الانعتاق من فترة الاستعباد البعثي المقيت للفكر والحوار وإقصاء الآخرين لمجرد الاختلاف في وجهة النظر

انبثقت مؤسسات تخصصت في التنظير لهذا المجال ومن بين أهم المؤسسات (المعهد العراقي للحوار) في بغداد والذي يصدر مجلة فصلية تكاد تكون من أهم الدوريات في بغداد والعراق بشكل عام .. ويكتب فيها نخبة مهمة من النخب السياسية والاقتصادية والفكرية من داخل وخارج العراق .

كما ويقيم المعهد ندوات شهرية تناقش كل ما يتعلق براهن الوضع العراقي وارتباطه بالراهن الإقليمي والدولي .. ويرأس هذا المعهد شخصية سياسية وأكاديمية الا وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي الشيخ د. همام حمودي.

وفي إحدى زياراتنا إلى بغداد واطلاعنا على واقع عمل المعهد والمجلة أجرينا هذا اللقاء السريع مع مدير المعهد التنفيذي الأستاذ عباس راضي العامري فكان لنا هذا اللقاء:

ما قدرة الفكر على التغيير في الظرف الراهن؟

  • تتلخص وظيفة الفكر في نمذجة العالم الذي يعيش فيه المفكر صاحب المشروع ليتمكن من تمرير اهدافه عبر وسائله المتاحة.. وهنا لا يختلف الظرف الراهن عن غيره من الظروف في ما سبق من وجود اهداف وغايات ووسائل والفكر يمثل أهم ركيزة في العمل لان من خلاله ترسم المخططات الشاملة والستراتيجية للموضوعات محل الدراسة والمستهدفة في المشاريع التنموية والثقافية بالخصوص .. من هنا استطيع القول اننا في الزمن الحالي بحاجة الى عملية حفر في عقل مزدحم بالافكار وتتسابق اليه المشاريع المختلفة .. اننا امام مسؤولية تاريخية لاعادة صياغة التفكير لدى الفرد العراقي بعد حقبة كبيرة من عملية الضخ الاجباري للمفاهيم ولتزريق الافكار المعلبة بطريقة النهش الفكري الاجباري لتطويع ما يمكن تطويعه من مفاهيم وادلجتها حسب رغبة النظام الحاكم قبل 2003 ولتغيير واقعيات كان من المفترض ان ترتكز هي لا نقائضها ..

جدلية الابداع والمحظور كيف ترسم في هذا الفكر؟

  • تحتاج لكي تطلق افكارا ً حرة وذات نهايات غير منتهية الى قدرة عالية من الفهم لما يدور حولك وان تتحرر من قيود موهومة تعبأ بها الفرد لا شعوريا ً .. انتهت فترة الديكتاتورية الى تحظر الابداع .. “المحظور” يافطة قديمة ركلت بجرأة الطرح لدى المثقف، أما المحددات الاخلاقية والقانونية ومحددات النظام الفكري الذي يجب ان يعمل ضمن نطاقه، فهذه مكملات للابداع وليست معرقلات كما نفهم .. فلا يعني ان تتجاوز على ثوابت مجتمعية أو دينية انك ابدعت بل الابداع ما يقع ضمن الاطر الانسانية التي تحفظ الاسس الثلاثة في حقوق الفرد والجماعة.

ما هي قدرة التواصل بين المفكر والمتلقي؟

  • من أهم محاسن عملية التحول الديمقراطي في العراق الجديد هي فتح الباب امام المفكر والمتلقي بشكل ملفت .. وأصبح أكثر المفكرين أصحاب مشاريع مقروءة من خلال صفحاتهم الخاصة الى شبكة المعلومات العالمية “الانرنيت” أو المجلات الدورية او من خلال اعمدتهم الثابتة في الصحف اليومية، او مشاريع مسموعة من خلال المنتديات الاسبوعية او الشهرية التي تعج بها بغداد وسائر محافظات البلاد وكذا ظهورهم المستمر على شاشات التلفاز.

من ضمن الكم الهائل من المطبوعات في العراق .. ما الذي يميز (حوار الفكر)؟

  • سعينا منذ البداية لتحاشي ان تكون (حوار الفكر) رقما ً آخر يضاف الى الارقام وأصرالقائمون عليها بأن تكون لها ميزات تنفع المتلقي .. لذا فإن مجلة حوار الفكر تتميز بميزات عديدة من أهمها:

أنها قريبة جدا ً من أصحاب القرار ومن كواليس صناعته، سواء على مستوى الفكر السياسي ام الفكر الديني ام المجتمعي.. وبالتالي فهي قادرة على ان تفهم ما يدور بشكل دقيق وبدون وسائط ربما تفقد المعلومة زخمها وثقلها الموضوعي وهذا ما يعني هيأة التحرير على إختيار الموضوعات الحيوية ومثار الجدل والاهتمام.

ان من يراجع أعدادها يجد ان كتابها من اصحاب الاختصاص، ما جعلها محل اهتمام النخبة السياسية والدينية دائما ً،لأنهم يجدون فيها ما يعينهم على فهم الامور بشكل دقيق وهذا ما فهمناه من خلال التواصل من قبل النخب ومتابعتهم الدقيقة لصدور العدد واشتراكهم السنوي فيها.

هذا القرب يجعلها بمتناول أصحاب القرار بشتى انواعه مما يجعل فائدتها مباشرة وعالية.

ان منهجها في تناول الموضوعات واقعي مع مفردات التحول وليس طوبائيا ً لا وجود خارجيا ً له.

من هو الجمهور المستهدف؟

  • كما اسلفت في (حوار الفكر) نحاول المزج بين الممارسة والنظرية فنحن نسعى لإخراج ما يدور في فكر النخب وايصاله الى السياسيين ومسؤولي الدولة وكذا المجتمع .. لا اخفيك ان الخطاب نخبوي اكثر مما هو عام.

هل المجلة ربحية؟ ان لم تكن ربحية ما هي مصادر التمويل؟

  • نعتمد في عملنا على مبدأ التطوع وفكرة التمويل الذاتي والتعاون .. فنحن مجموعة من الشباب اللذين نعتقد بأننا اصحاب رسالة يجب ان نقوم بها وان ما تهيأ لنا من ظروف غير متهيئ لغيرنا لذا نحن نستثمر علاقات سماحة الشيخ همام حمودي مع الشخصيات والمؤسسات المختلفة هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد استلمت المجلة تبرعات في بداية عملها من رئاسة الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء السيد المالكي. ثم ان اصدارنا فصلي ولا يكلف سوى 3500 دولار وهو مبلغ من السهولة تهيأته.

كيف تضمنون الاستمرار ؟

متابعة القراء والنخب لنا وتتبعهم لصدور العدد الجديد يجعلنا امام مسؤولية الاستمرار خصوصا مع تحقيق المجلة موقعا ً متميزا ً لها في الوسط الثقافي والسياسي بالخصوص.

اترك تعليقا