المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

إيلون ماسك: اليابان ستزول من العالم

أثار الملياردير الأمريكي والرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” العملاقة، إيلون ماسك، الجدل من جديد عبر تغريدة عبر موقع تويتر الذي استحوذ عليه بصفقة بلغت 44 مليار دولار، عن مستقبل وجود اليابان وزوالها من العالم.

وقال ماسك في تغريدته: “إذا لم يتغير شيء ما ليتسبب في تجاوز معدل المواليد معدلَ الوفيات، فإن اليابان لن تكون في النهاية موجودة. سيكون ذلك خسارة كبيرة للعالم”.

وأثار تصريح ماسك موجة من السخرية والغضب في آن واحد، على الرغم من أن القلق يدور بالفعل حول سياسة الحكومة اليابانية التي يرى كثيرون أنها لم تفعل شيئاً يُذكر لمعالجة هذه القضية، حسب موقع NBC.

وأرفق ماسك كلامه بتقرير مدعّم ببيانات حكومية تشير إلى أن عدد نفوس اليابانيين انخفض بمعدل قياسي بلغ 644 ألفاً العام الماضي 2021، على مدار 11 عاماً من الانخفاض بشكل متواصل.

بينما رأى بعض المعلقين على كلام ماسك أن اليابان ليست الدولة الوحيدة التي تشهد انخفاضاً في عدد السكان منذ وقت طويل، دعم آخرون رأي ماسك منتقدين الحكومات اليابانية المتعاقبة لفشلها في معالجة الأمر.

ورغم تحذيرات الحكومة اليابانية وبعض المحاولات المتفرقة في هذا الصدد، بقي معدل المواليد في انخفاض منذ عام 2008 حينما كان يبلغ عدد سكانها أكثر من 128 مليون نسمة، واليوم عند حدود 125 مليون في انخفاض مروّع.

مع هذا التراجع الملحوظ، تبقى اليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم، حيث تستضيف الشركات العاليمة ذات الثقل الكبير، بدءاً من مصنّعي السيارات إلى مطوّري الألعاب.

قواعد صارمة للهجرة

من جانبه، علّق الباحث في مركز التقدم الأمريكي، توبياس هاريس، على تغريدة ماسك، بأن “المخاوف المحيطة بالمستقبل الديموغرافي لليابان، لا تتمثل في أن (اليابان ستتوقف في النهاية عن الوجود)، بل بالاضطرابات الاجتماعية العميقة التي تحدث نتيجة الانحدار إلى مستوى سكاني أقل”.

على جانب آخر، أشار آخرون إلى أن معدلات المواليد البطيئة تصيب العديد من الدول وليس اليابان فقط، بما في ذلك ألمانيا، وأن اليابان كانت ببساطة تتعرض للضربة الأولى.

لكن العديد من المعلّقين اليابانيين قالوا إن الوضع لم يكن مفاجئاً، وانتقدوا حكومتهم لعدم بذلها ما يكفي لمعالجة الأمر، مثل توفير المزيد من مراكز الرعاية الصباحية وتسهيل عودة النساء إلى العمل بعد إنجاب الأطفال.

كما دعا بعض المعلقين الحكومة اليابانية إلى أن تخفف بشكل أكبر من قواعدها “الصارمة” للهجرة إلى اليابان.

وفي عام 2020، تم تسجيل ما يقرب من 840.8 ألف ولادة حية في اليابان، مما شكل انخفاضًا بنحو 210 آلاف مولود حي مقارنة بعام 2011. وفي نفس العام، بلغ عدد الوفيات قرابة 1.37 مليون.

كورونا والإنجاب

وتسبب تفشي فيروس كورونا وعدم اليقين الاقتصادي في انخفاض معدلات المواليد على مستوى العالم، وتشير التقديرات إلى أن 300 ألف طفل لم يولدوا في الولايات المتحدة نتيجة لهذا الوباء.

وأشارت تقارير إلى أن عدم اليقين الاقتصادي وقيود الهجرة واختيار الأزواج لأسر أصغر لها تأثير سلبي في شكل انخفاض سكان العالم.

ويتقلص معدل المواليد في اليابان بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا في السابق، وفقًا لتقديرات صحيفة أساهي شيمبون اليابانية.

ووفق الصحيفة فإنه “باستخدام معادلة حساب وزارة الصحة والأرقام الأولية للمواليد في اليابان أنه في عام 2021، انخفضت معدلات المواليد في اليابان إلى حوالي 805000 – وهو رقم غير متوقع حتى عام 2028”.

وفي العام الماضي، أعلنت الحكومة اليابانية أن عدد المواليد انخفض إلى 840832 في عام 2020، بانخفاض قدره 2.8 ٪ عن العام السابق والأدنى منذ بدء التسجيل في عام 1899.

وقال تاكومي فوجينامي، كبير المحللين في معهد اليابان للأبحاث المحدودة، للصحيفة: “كان عدد الزيجات أيضًا بطيئًا مقارنة بسنوات ما قبل الوباء”.

وقال فوجينامي: “سيستمر عدد المواليد في الانخفاض على المدى الطويل” إذا لم يتزوج عدد أكبر من الشباب أو لم يتزوجوا.

واليابان ليست الدولة الوحيدة التي تشهد انخفاضًا في المواليد في عام 2021، وجد أن تايوان، لديها أدنى معدل خصوبة في العالم، مع ما يقدر بـ 1.07 طفل لكل امرأة.

وفي بداية الوباء، انتشرت النكات بأن الإغلاق سيؤدي إلى طفرة المواليد، لكن انعدام الأمن الاقتصادي العالمي كان له تأثير معاكس على معدلات المواليد.

ويقدر معهد بروكينغز أن 300 ألف طفل لم يولدوا في الولايات المتحدة نتيجة لذلك.

فيما أبلغت أستراليا في عام 2020 عن أول انخفاض سكاني لها منذ الحرب العالمية الأولى بسبب ضوابط الحدود الأكثر صرامة المرتبطة بفيروس كورونا.

اترك تعليقا