المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الانتخابات التركية: من يود بوتين الفوز؟

ترجمة خاصة لـ”المعهد العراقي للحوار”

تجري متابعة الانتخابات الرئاسية التي سُتجرى في تركيا 14 آيار/مايو الجاري، من قبل روسيا وأوكرانيا عن كثب.

ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط من عام 2022، لم تفرض تركيا عقوبات على روسيا، لكنها واصلت بيع طائرات بدون طيار لأوكرانيا وتعمل كوسيط بين البلدين.

وكانت تركيا أيضًا أهم لاعب في اتفاقية عبور الحبوب، التي من المقرر أن تنتهي في 18 مايو  الحالي، والتي تهدف إلى نقل الحبوب الروسية والأوكرانية بأمان عبر البحر الأسود.

وقال يوري مافاسيف، رئيس مركز دراسات تركيا الجديد (YETAM) ومقره روسيا، لبي بي سي البريطانية بالنسخة الفارسية، إن استمرار وجود أردوغان بالنسبة للمسؤولين الروس يعني القدرة على التنبؤ والحفاظ على الوضع الراهن.

ويضيف: “إذا فاز كيليجدار أوغلو أو أي مرشح معارض آخر، فستكون هذه مشكلة كبيرة للكرملين”. ومع ذلك يشير مافاسيف إلى أنه في حين أن وسائل الإعلام الحكومية الروسية “تحلم بانتصار الزعيم التركي الحالي (أردوغان)”، فإن وسائل الإعلام الروسية المعارضة التي تبث من الخارج لديها موقف سلبي تجاه أردوغان.

وأوضح “حسب رأيهم، فإن أردوغان إما جيد مثل بوتين أو سيئ مثل بوتين، ومن الواضح أن بوتين لا يريد الاعتراف بأي زعيم آخر غير أردوغان، وإنه أسهل وأكثر وضوحًا لأنهم يتحدثون نفس اللغة”.

وتابع “بالنسبة لبوتين، تعتمد السياسة على مدى توافق القادة. إنه لا يعرف كيليجدار أوغلو. ولا يعرفون ما هي القوى التي تقف وراءه وماذا تمثل هذه القوى”.

وبشأن تطبيع العلاقات التركية السورية، يؤكد يوري مافاسيف أن تطبيع العلاقات مع سوريا يمكن أن يساعد أردوغان في الانتخابات. واضاف “بسبب الانتخابات ساعد المسؤولون الروس في تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا. كوانت بمثابة هدية انتخابية لأردوغان”.

وفي الشهر الماضي، قال كمال كليجدار أوغلو إنه يقدر العلاقات المستقرة طويلة الأمد مع روسيا، ثم أخبر صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا أنه “سيحافظ على استثمار تركيا في روسيا لكنه سيلتزم بالقرارات الغربية بشأن العقوبات ضد روسيا”.

وأضاف: “تركيا عضو في الحلف الغربي وحلف شمال الأطلسي ، وبوتين يعرف ذلك جيدًا. يجب على تركيا أن تتبع قرارات الناتو”.

اردوغان ليس صديقاً للشعب الروسي

نقطة أخرى أكدها هذا الخبير الروسي أنه على الرغم من أن تركيا لا تحظر روسيا، إلا أن هناك قيودًا كثيرة مفروضة على الروس: “لا يمكن للروس استخدام بطاقات مير  وغيره (شركة خدمات مالية روسية تقدم بطاقات بنكية للبنوك يقع مقرها في موسكو )، لذلك هناك شيء واحد واضح لمواطنينا: أردوغان ليس صديقًا للشعب الروسي، على الرغم من أنه يتفق شخصيًا مع بوتين في العديد من القضايا”.

ومن ناحية أخرى، قالت يفغينيا جابر ، الخبيرة في السياسة الخارجية الأوكرانية من المجلس الأطلسي ، لبي بي سي، إن أوكرانيا تلقت دعمًا من حكومة أردوغان الحالية.

وقالت “إن موقفًا حازمًا للغاية بشأن وحدة الأراضي، بما في ذلك بشأن شبه جزيرة القرم، وتسهيل المحادثات الدبلوماسية، وصفقات الحبوب، وتبادل الأسرى، والدعم العسكري، والطائرات بدون طيار ، وما إلى ذلك … وكانت هذه الأمور موضع ترحيب وتقدير كبير في أوكرانيا”.

وأضافت “لكن أوكرانيا ستكون سعيدة أيضا بالتعاون مع الحكومة التركية الجديدة إذا لزم الأمر”. وترى أن السبب في ذلك هو أن تركيا وأوكرانيا أقامتا “علاقات ودية وتاريخية وتقليدية”.

اترك تعليقا