المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الولايات المتحدة تتجه لإقامة قاعدة عسكرية إضافية في الأنبار  

استغلال الصراع: الولايات المتحدة وتركيا يستثمرون في تنظيم داعش لتأسيس قواعد عسكرية جديدة في العراق المنكوب بالحرب

كشف مصدر أمني عراقي لوسائل الإعلام المحلية أنَّ الجيش الأمريكي يسعى إلى بناء قاعدة عسكرية ثانية في محافظة الأنبار غرب العراق.

وبحسب ما ورد فإن واشنطن تخطط لإستكمال توسيع قاعدة عين الأسد الجوية، وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في البلاد.

وأشار المصدر إلى أن الجيش الأمريكي اختار منطقة الجزيرة لبناء قواعدها العسكرية بسبب حقولها الكبيرة للنفط والغاز.

وقد كشفت مصادر عراقية مطلعة في وقت سابق أن القوات الأمريكية لا تخطط للانسحاب من العراق وترغب في توسيع قاعدة عين الأسد بشكل أكبر.

وعلى صعيد متصل، يتطلع المسؤولون الأمريكيون إلى توسيع وجودهم العسكري في العراق، وأنّ داعش هو سبب بقائهم في العراق وشمال شرق سوريا على الرغم من حقيقة أن التنظيم قد تراجع وجوده بشكل كبير.

وأشار خبير في القضايا الأمنية العراقية  إلى أن استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق يهدف إلى دعم مصالح واشنطن ودعم الإرهاب بدلا من محاربته.

وعلى صعيد آخر، فقد أعرب المسؤولون الإيرانيون مرات عدة عن رغبتهم في طرد القوات الأمريكية من العراق، وخاصة بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020.

وردت إيران على اغتيال القائد العسكري الإيراني بهجوم صاروخي قوي على قاعدة عين الأسد بعد عدة أيام فقط.

ووفقا للواء الإيراني محمد حسين باقري، فإن قاعدة عين الأسد هي المكان الذي خُطّط فيه لاغتيال الجنرال سليماني.

وقد سيطر الجيش الأمريكي على قاعدة عين الأسد في عام 2003 أعقاب غزو إدارة بوش غير القانوني للبلاد واحتلالها، لكنه سحب قواته في عام 2011 عندما فشلت إدارة أوباما في تأمين اتفاقية جديدة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لبقاء القوات الأمريكية.

ومع ذلك، عادت القوات الأمريكية  إلى القاعدة بحجة تدريب العراقيين على محاربة داعش بعد ستة أشهر من غزو الجماعة المتطرفة واحتلالها للموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، في يونيو 2014.

وعندما هدد داعش بالسيطرة على الرمادي في مارس 2015، رفض الأمريكيون المناشدات العراقية لشن غارات جوية ضد التنظيم، وذكروا أن منع سقوط الرمادي لم يكن أولوية استراتيجية، على الرغم من أن أكبر مدينة في الأنبار تبعد ما يزيد قليلا عن ساعة بالسيارة من قاعدة عين الأسد.

كما وفر غزو داعش للموصل ذريعة لتركيا لإنشاء قواعد جديدة في العراق. وقد أنشأ الجيش التركي  قاعدة في بلدة بعشيقة شمال العراق لتدريب أعضاء الحشد الوطني، وهي جماعة مسلحة أنشأها محافظ نينوى آنذاك أثيل النجيفي بزعم تحرير الموصل.

ومع ذلك، يرى العديد من العراقيين أن النجيفي ساعد  في تسهيل سقوط الموصل، في حين  يُنظر إلى تركيا على  نطاق واسع على أنها دعمت  داعش لوجستيا وعسكريا.

يجدر الإشارة إلى أنّ بعشيقة هي بلدة يزيدية تقع ضمن المناطق المتنازع عليها في العراق، حيث تطالب بها كل من الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل.

وفي عام 2011، وقعت شركة النفط الأمريكية إكسون  عقودا مع حكومة إقليم كردستان لاستغلال حقول النفط في بعشيقة وغيرها من المناطق المتنازع عليها، مما دفع بغداد إلى الادعاء بأن العقود غير قانونية وستساهم في تقسيم البلاد من خلال تشجيع جهود الاستقلال الكردية.

وفي عام 2013،  وقعت  تركيا عقودا مع أربيل وإكسون لتصدير النفط من حكومة إقليم كردستان إلى تركيا. بدأت هذه الصادرات بكميات كبيرة بعد استيلاء داعش على الموصل في يونيو التالي. وقد سمح الارتباك الناتج عن انهيار الجيش العراقي في الموصل وأماكن أخرى لقوات البيشمركة الكردية بالاستيلاء على كركوك، المدينة الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

مع الإشارة إلى أنّ معظم النفط الكردي تم تصديره عبر تركيا إلى إسرائيل بعد تحميله على ناقلات في  ميناء جيهان التركي.

ترجمات ـ رغد غالي ـ المعهد العراقي للحوار

اترك تعليقا