المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

تقرير لرويترز: إصلاحات حكومة السوداني تبعث التفاؤل لدى العراقيين

أكد تقرير لوكالة أنباء “رويترز” البريطانية، أن حملة الاصلاحات التي تقوم بها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تبعث الأمل بتفاؤل حذر لتحسين الخدمات الأسياسية للمواطنين الذين سئموا من سنوات طويلة من الصراعات وإهمال الحكومات في السابق.

وذكر التقرير أن السوداني يحظى بدعم ارتفاع أسعار النفط فضلاً عن الدعم السياسي القوي وهو يركز على تحقيق مكاسب سريعة لاسترضاء شريحة كبيرة من الشباب الذين طالما نظموا احتجاجات متكررة ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية والبطالة وسوء الخدمات والفساد.

ونقل التقرير عن مجموعة من العراقيين تفاؤهم بشأن المستقبل بسبب التحسن الحاصل في البنية التحتية والاستقرار الأخير الذي فتح البلاد أمام عدد هائم من السائحين معظمهم من الدول العربية والتحسن اللافت في الطاقة الكهربائية والحد من انتشار السيطرات الأمنية، موضحين أن هذه التغييرات كانوا أهم ما شهدوه منذ عام 2003

كما تطرق التقرير إلى الحملة الكبيرة التي تقودها الحكومة لتحسين واقع الخدمات في بغداد وهي حملة وصفها محللون بأنها الأكبر منذ اكثر من 20 عاما.

وذكرت روتيرز نقلا عن امين بغداد عمار موسى كاظم، حيث قال، إن الأعمال الحالية ما هي إلا مرحلة البداية، حيث خصص للمدينة تمويل بحوالي 530 مليار دينار (400 مليون دولار)، من خلال قانون الدعم الطارئ للامن الغذائي لعام 2022 بدلاً من الميزانية، والتي قال إنه يجب إقرارها قريبًا.
واضاف، أن ” هذه الحملة لتطوير وتأهيل العاصمة بغداد هي الاوسع والاكثر شمولا”، مؤكدا أن بغداد قد طلبت المساعدة من الخارج ايضا.
بدوره قال خضر عباس، 73 عامًا، الذي يعيش في مدينة الصدر في بغداد على مدى السنوات الـ 15 الماضية، يسير على طول طريق طيني وتراب للوصول إلى منزله، حيث يكافح من أجل الحصول على المياه العذبة ومياه الصرف الصحي لتتدفق عبر ألانابيب المتهالكة.
اما سجاد جياد المحلل المقيم في بغداد من مؤسسة القرن الفكرية الأمريكية فقد ذكر بأن” السوداني يريد تجنب فكرة الاحتجاج، وهذا هو السبب في كونه يعمل بجد في الأشياء التي يمكن أن يشعر بها الناس (الآن)، وليس الأشياء التي ستفيدهم في 10 سنوات قادمة ،إنه يريد أن يُنظر إليه على أنه الرجل الذي يمكنه أن يقدم كل شيء للعراق.”

فقد وصلت الحفارات والجرافات وغيرها من المعدات الثقيلة وحفرت الأرض لوضع شبكات الصرف الصحي وانابيب المياه التي تم بعد ذلك تغطيتها بالطرق المعبدة الجديدة وتصفيفها بأرصفة مرتبة.

وتكررت مثل تلك المشاهد لحملات الاعمار في مختلف أنحاء المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من تسعة ملايين نسمة، وهي جزء من مساعي الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين الذين سئموا سنوات كثيرة  من الصراع وإهمال الحكومة.

وتشمل حملة الاعمار تحسين الطرق والجسور والأرصفة، وإزالة الحواجز الأمنية التي أدت إلى تفاقم حركة المرور، وتنظيف واجهات المباني التي تضررت جراء الحرب، وتجديد الحدائق والمنتزهات التي تعانق نهر دجلة الذي يتوسط المدينة.

كما تحسنت إمدادات الكهرباء أيضًا، حيث غابت القطوعات الكهربائية اليومية تقريبًا في شهر مايو، بعد أن إعتاد الناس على كثرتها، على الرغم من أنه من المتوقع أن تعود في الصيف مع ارتفاع الاستهلاك.


في أكثر من عشرين مقابلة، قال العراقيون إنهم يشعرون بتفاؤل  بالمستقبل يشوبه الحذر بسبب التحسن في البنية التحتية والاستقرار الأخير الذي جعل البلاد مقصدا  لعدد هائل من السياح، معظمهم من الدول العربية.

من المشاريع الرئيسية التي سيتم فتحها خلال فترة حكم السوداني هي الكورنيش بطول 2.5 كيلومتر (1.5 ميل) على طول الضفة الشرقية لدجلة، على طول حديقة أبو نواس، وهي واحدة من أكبر المساحات الخضراء في بغداد.

تم تزويده بممرات مخصصة للجري وركوب الدراجات ومقاعد وحمامات عامة، وقد استقبل حشودًا من الزوار منذ افتتاحه جزئيًا في وقت سابق من هذا العام.

اترك تعليقا