المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صدر حديثاً كتاب “أصول العنف البشري”

صدر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بعمان كتاب “الكينونة والعنف وصراع البقاء: دراسة في أصول العنف البشري- نشأته وأسبابه”، للدكتور هاني بيوس حنا.

وقال بيوس حنا في مقدمة كتابه “هل يجب عدّ العنف ظاهرة اجتماعية واختزاله في مجموعة أفعال تبدو وكأنها خارجية بين الأشخاص، أم على المرء أن يرى فيه بعداً وجودياً عميقاً يبتعد عن تحليل وصفي لخارجية ساذجة لظاهرة فيزيائية؟
يبدو أن تاريخ البشر يميل إلى أن يندرج ضمن النظرة الثانية: للعنف بعد وجودي أكثر من كونه ظاهرة اجتماعية، تظهر وتتجدد وفق كل مجتمع وحقبة”.

وأضاف “ينتشر العنف في مجتمعاتنا ويحدث دماراً على مستويات عدة، جسدية كانت أم نفسية. لذا يتساءل المرء بشكل مشروع عن المساحة التي يحتلها العنف في مجتمعاتنا الحديثة فلا يكاد يمر يوم إلا وهنالك عنف في مكان ما، تكتب عنه الصحافة والأخبار التلفازية والإذاعية ووسائل التواصل الاجتماعي، مع ذلك، ليس من الضروري متابعة هذه الوسائل لمعاينة حجم الضرر الذي يسببه العنف، وفهم حضوره في كل لحظة في حياة كل شخص. فكل شخص إما شاهد للعنف، أو مسبب له، أو ضحية له. هذا ما يجعلنا نعيش شعوراً مقلقاً بعدم الأمان من ظاهرة متنامية يخشاها الجميع في مجتمعنا المعاصر”.

وأوضح “لقد أصبحت الظروف المعيشية أكثر أماناً، لكن بشكل مفارق، تزايدت حساسية مجتمع واستمرار السلوك المحفوف بالمخاطر، فكلما انتظمت المجتمعات أكثر فأكثر، زادت مخاطر كبت أفرادها لتظهر بشكل إجرام جماعي، وحروب وإبادات جماعية، وتهجير، وإجرام فردي، في جرائم لا تخلو من الوحشية”.

وتابع الكاتب “هذا ما سيحاول هذا الكتاب طرحه ضمن أفكار لا تزعم أنها ستحيط بإشكالية العنف البشري، بل تطرح موضوع العنف في ضوء رؤى تاريخية وضمن ميادين عدة، أنثروبولوجية وفلسفية وسياسية واجتماعية، لتكشف أن إشكالية العنف أعمق بكثير من أن تكون محصورة في ظاهرة اجتماعية”.

اترك تعليقا