المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صدر كتاب “إسرائيل وأفريقيا.. مصالح ومواقف”

صدر حديثاً كتاب “إسرائيل وأفريقيا.. مصالح ومواقف”  للدكتور أحمد السيد عبد الرازق، وقدم الكاتب رؤية جديدة عن العلاقات الدبلوماسية الدولية، ودراسة تحليلية لعلاقة إسرائيل بغيرها من الدول، ومدى تفاعلها مع النظام الدولي، مما يجعلها دولة غير منسجمة مع محيطها الجغرافي إلى حد كبير.

والكتاب الصادر حديثا للدكتور أحمد السيد عبد الرازق عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وبتقديم السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، يركز على السلوك التصويتي كونه أحد المؤشرات الدالة على توجهات السياسة الخارجية للدول، متناولا بشكل رئيسي القرارات المتعلقة بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكيفية تعاطي أجهزة الأمم المتحدة مع تلك الممارسات.

وفي رصده للقرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الفترة التي تبدأ من الدورة رقم 45 في عام 1991 وتنتهي بنهاية الدورة رقم 76 في أغسطس/آب 2022، أحصى الكتاب صدور 760 قرارا بإدانة ممارسات عدد من الدول، 593 منها تدين إسرائيل وحدها (الاستيطان، حقوق الإنسان، ممارسات العنف ضد المدنيين، رفض التوقيع على اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي) وبنسبة تمثل 78%، في مقابل 167 قرارا لباقي دول العالم بنسبة تمثل 22%.

كما سلط الكاتب عبد الرزاق الضوء على إدراك إسرائيل لأهمية القارة الأفريقية بوصفها إحدى ساحات الصراع العربي الإسرائيلي، لاسيما مع بروز دور الكتلة الأفريقية في الأمم المتحدة عام 1975 أثناء التصويت على القرارات المتعلقة بالمساواة بين الصهيونية والعنصرية.

وكان للعلاقات التاريخية بين إسرائيل وإثيوبيا الأثر الأكبر في تأييد الأخيرة لإسرائيل في ما اعتبرته “الدفاع عن النفس في مواجهة إطلاق الصواريخ من جانب حركة حماس في غزة”، وفي المقابل قدمت إسرائيل الدعم الفني والتكنولوجي والعسكري لإثيوبيا في تشييد سد النهضة.

ويهدف الكتاب إلى استعراض المحددات الداخلية والخارجية التي تؤثر في السلوك التصويتي للدول من خلال أهم القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن العديد من القضايا المثارة بشأن إسرائيل في إطار الأمم المتحدة، بداية من قضايا الاعتراف الدولي بإسرائيل، مرورا بقضية البرنامج النووي الإسرائيلي، واستعراض الدور الأميركي الداعم لإسرائيل.

ويحذر الكاتب في نهاية الكتاب من تزايد السلوك التصويتي الداعم لإسرائيل مع تسارع وتيرة التطبيع العربي مع إسرائيل وتأثيره في العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، ومع تزايد حالة التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا من خلال المشاركة في العملية التنموية للبلدان الأفريقية، والاستحواذ على أكبر قدر من ثرواتها، وزيادة الاستثمارات في السدود، ودعم النشاط الزراعي.

ويحذر أيضا من تراجع الدعم العربي للقضية الفلسطينية بشكل كبير خاصة بعد موجة تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية الأخيرة.

اترك تعليقا