المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

عقوبات ترامب تعيق تقدم مفاوضات فيينا

يدور الحديث هذه الأيام عن أحد العقبات التي تقف عائقاً لإحراز تقدم في المفاوضات النووية الجارية بين إيران ومجموعة 4+1 بمشاركة أمريكية غير مباشرة في فيينا بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقد كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، اليوم الأربعاء، عن أحد وأهم تلك التحديات، قائلاً “أن أحد أهم التحديات في محادثات فيينا قضية عقوبات ترامب ضد إيران”.
وأصر عبد اللهيان على أن “إيران تريد رفع جميع العقوبات التي كانت مفروضة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهذه القضية تم أحد التحديات ونقاط الخلاف بين طهران وواشنطن”.

وأضاف “عقوبات ترامب أحادية الجانب وغير عادلة ضد الشركات الحقيقية والقانونية في إيران وغير مقبولة بتهم مثل برنامج الصواريخ أو القضايا الإقليمية أو حقوق الإنسان، هذا هو أحد التحديات المتبقية على طاولة المفاوضات”.

وأضاف فيما يتعلق الضمانات التي تطالب بها طهران لعدم تكرار إنسحاب واشنطن مرة أخرى من الاتفاق النووي كما حدث عام 2018، قائلاً “من حيث المبدأ، لا يمكن للرأي العام في إيران قبول توقيع رئيس الدولة كضمان للاتفاق النووي، ناهيك عن الولايات المتحدة التي تركت الاتفاق المبرم عام 2015”.


وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن “واشنطن فشلت في الرد على طلب إيران لضمان عدم تمكن أي من الطرفين من الانسحاب من الاتفاق النووي إذا تم إحياؤه”.


وكشف عبد اللهيان أن المسؤولين الأمريكيين بعثوا “رسائل كثيرة” لإجراء محادثات مباشرة مع إيران، لكن إيران رفضت كل العروض. وقال في هذا الصدد “كان ردنا الأخير على الأمريكيين والوسطاء هو أن أي حوار واتصال ومفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة سيأتي بتكلفة باهظة على إيران”.

وأضاف “إذا لم يكن لدينا احتمال واضح وواعد للتوصل إلى اتفاق جيد مع ضمانات دائمة في فيينا، فنحن لسنا مستعدين للدخول في عملية مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة”.


وتابع “إذا كانت نية الولايات المتحدة حقيقية، فيجب عليها اتخاذ خطوات عملية وملموسة قبل الانخراط في أي حوار أو اتصال مباشر، والذي يمكن أن يشمل الإفراج عن مليارات الدولارات من عائدات مبيعات النفط الإيراني العالقة في البنوك المركزية الأجنبية”.


وخلص الوزير الإيراني بالقول “نحن متفائلون بشكل عام، ونحن نرحب باتفاق جيد في أسرع وقت ممكن، لكن هذا الاتفاق يجب أن يحمي حقوق الشعب الإيراني”.


ويقول مسؤولون في إدارة بايدن من بينهم كبير المفاوضين الأمريكيين والمبعوث الأمركي للشؤون الإيرانية، روبرت مالي، إن الحكومة الأمريكية غير مستعدة لرفع جميع العقوبات التي فرضها دونالد ترامب.


وكان ترامب قد أعلن إنسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مطلع آيار/مايو لعام 2018، وقام بتشديد العقوبات ضد إيران وفق ما أسماه بـ”سياسة الضغط القصوى”.


وقالت رويترز “أن دونالد ترامب فرض أكثر من 700 عقوبة على إيران منذ مغادرته الاتفاق النووي، وشملت تلك العقوبات أكثر من عشرين مؤسسة مهمة للاقتصاد الإيراني، بما في ذلك البنك المركزي وشركة النفط الوطنية”.

وفد إسرائيلي في فيينا

وما أثار امتعاض الجانب الإيراني هو حضور مسؤولين إسرائيليين وللمرة الأولى في فيينا واجتماعهم أمس الثلاثاء مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بالإضافة إلى لقاء ممثل روسيا في المفاوضات “ميخائيل أوليانوف”.

وكتب موقع “نور نيوز”، المقرّب من المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، رداً على لقاء بين أوليانوف ورافائيل غروسي، مع الوفد الإسرائيلي، أن تواجد مسؤولين إسرائيليين في فيينا كان “رادع للتقدم في الوضع الحساس الحالي للمفاوضات”.


وقال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن إسرائيل أرسلت مندوبين إلى فيينا للقاء الوفد الأمريكي ووفود تفاوضية أخرى لتوضيح موقف إسرائيل بشأن إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي.
والمسؤول الإسرائيلي الموفد إلى فيينا هو “يوش زرقا” رئيس الدائرة الاستراتيجية بالخارجية كمبعوث خاص إلى مفاوضات النووي الإيراني.

توضيح روسي

وبعد لقاء بين ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، ومسؤولين إسرائيليين، قال أوليانوف إنه تحدث مع الوفد حول مؤتمر “المنطقة الخالية من الأسلحة”.


وأضاف أوليانوف “نجري محادثات منتظمة مع نظرائنا الإسرائيليين، ونعرف مواقف بعضنا البعض ونحترم عدم اتفاقنا على بشأن الاتفاق النووي مع إيران، لذلك لم يتبق شيء للتفاوض والمناقشة [حول إيران والاتفاق النووي]”.
وشدد المبعوث الروسي على أن محادثات إحياء الاتفاق في مراحلها النهائية وأن هناك حاجة لمزيد من الوقت لتقييم كل شيء ولكن ليس كثيراً.


وأضاف “إذا سألتني فأنا ما زلت متفائلا، وسيتضح لاحقاً من هو على حق، المتفائلون أم المتشائمون”.
ومنذ الثلاثاء الماضي تخوض إيران الجولة التاسعة للمفاوضات النووية مع القوى الدولية وهي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وروسيا والصين) فيما تشارك الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة في تلك المفاوضات التي تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب منتصف عام 2018، وقامت بتشديد العقوبات على طهران.


إيران من جانبها قامت بعد مرور عام على الإنسحاب بالتراجع عن التزاماتها النووية وبدأت برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمائة فيما قامت بنصب أجهزة طرد مركزي متطورة في عدد من المنشآت النووية.

اترك تعليقا