المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مجلة أمريكية: حياد أوكرانيا الدائم أفضل حل لتحقيق السلام

رأت مجلة ”فورين أفيرز“ الأمريكية أن موافقة كييف على التزام سياسة حيادية مقابل ضمانات أمنية تعتبر أفضل حل لتحقيق السلام في أوكرانيا، لكنها نبهت إلى أن الوصول إلى مثل هذا الحل يعتبر في غاية الصعوبة.

واعتبرت المجلة في تقرير، اليوم الأربعاء، أنه ”إذا قبلت أوكرانيا الحياد الدائم، كما تدعو الخطة التي نوقشت في إسطنبول فلن يكون لروسيا مصلحة في مهاجمتها“، مشيرة إلى أن ذلك سيكون متسقا مع هدف موسكو في منع أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الاطلسي (الناتو).

وقال التقرير: ”بعبارة أخرى فإن الحوافز في أي اتفاق ملزم قانونًا يضمن حياد أوكرانيا، ويبعد الجيوش الأجنبية عن أراضيها تفوق أي فوائد محتملة من غزو روسي آخر لأنه إذا كررت روسيا الغزو فإنها ستخاطر بنزاع مباشر مع الولايات المتحدة ونهاية الحياد الأوكراني“.

ولفتت المجلة الى أن ”بيان إسطنبول“ يدعو الى أن تكون أوكرانيا دولة محايدة بشكل دائم، ويوفر ضمانات أمنية وقانونية دولية لوضعها غير النووي وعدم الانحياز.

تحديات كبيرة

وأوضحت المجلة في تقريرها أن ”مثل هذا الاتفاق سوف ينطوي على تحديات كبيرة؛ إذ إنه بالنسبة للولايات المتحدة، تعتمد مصداقية تحالفاتها العالمية على هذا الترتيب المحفوف بالمخاطر“، معتبرة أن ”حياد أوكرانيا والحظر المفروض على إنشاء قواعد عسكرية أجنبية فيها والتدريبات الأجنبية من شأنه أن يشكل معضلات خاصة للجيش الأمريكي“.

وأشارت إلى أن النهج المعتاد لوزارة الدفاع الأمريكية لضمان التزاماتها الأمنية بما في ذلك – على سبيل المثال – عمليات النشر الأمامية، والوصول الكامل إلى الأراضي، ودرجة معينة من التخطيط العملياتي مع الشركاء لن يكون ممكنا في مثل هذا الاتفاق.

وأوضحت أن الولايات المتحدة وجدت دائما صيغا لضمان أمن الدول التي لديها نزاعات إقليمية؛ إذ تم ضمان أمن ألمانيا الغربية وكوريا الجنوبية لحدودهما الفعلية رغم اعترافها أيضا بمطالباتهما الشرعية لكامل أراضيهما التي تم تقسيمها.

خطوط الترسيم

ولفتت إلى أنه في تلك الحالات، كانت خطوط الترسيم محددة جيدا ومستقرة نسبيا، بينما تتغير الخطوط الفاصلة بين القوات الروسية والأوكرانية في المناطق التي احتلتها موسكو في أوكرانيا، منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، يوميا تقريبا.

وقالت المجلة في تقريرها ”لإنجاح هذا الأمر، سيتعين على موسكو الانسحاب من الكثير، إن لم يكن كل، المناطق التي احتلتها في اوكرانيا منذ الغزو“.

واعتبرت أن تلك التحديات كبيرة، وأنه يمكن أن يبدأ العمل لمعالجتها بعد أن لا يرى الطرفان ميزة في السعي لتحقيق أهدافهما في ساحة المعركة رغم عدم وجود مؤشر على ذلك.

بيان إسطنبول

وقالت المجلة: ”لكن إذا عادت موسكو وكييف إلى طاولة المفاوضات، فإن بيان إسطنبول يمكن أن يشير إلى الطريق لحل معضلة وضع أوكرانيا كدولة حيادية، وتحويل التنافس الجيوسياسي حول انحيازها إلى التزام متبادل بأمنها على المدى الطويل“.

وأردفت: ”إذا نجح هذا الإطار، فقد يوفر أيضا نموذجا لدول عدم الانحياز الأخرى، مثل مولدوفا وجورجيا، وحتى لهيكل أمني أوروبي جديد، حيث تظل روسيا والغرب خصمين جيوسياسيين لكنهما يقبلان خطوطا حمراء معينة، وسيكون من الصعب للغاية التفاوض بشأن اتفاقية تستند إلى بيان إسطنبول، إذ تشكل سياسات الصراع وجرائم الحرب الروسية والقتال المستمر عقبات قوية أمام تحقيق ذلك، لكن حتى الآن، يعد هذا هو المسار الأكثر منطقية الذي تم تحديده لتحقيق سلام مستدام لأوكرانيا“.

اترك تعليقا