المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

العراق يخطط لمفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا.. فمن هو فريق الوساطة

أعلن مصدر أوروبي عن قيام الحكومة العراقية بالتحضير لمفاوضات مباشرة بين مسؤولين من روسيا وأوكرانيا، وفقاً لما ذكرته تقارير صحفية.

وقالت التقارير إن “وفد أمني من أوكرانيا يستعد لزيارة العاصمة بغداد بهدف التشاور المباشر مع جهاز المخابرات العراقي للتحضير لمفاوضات مباشرة مع السلطات الروسية”.

وقال المصدر الأوروبي إن “العراق يقول بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا للتحضير لمفاوضات المباشرة بين الجانبين”، مشيراً إلى أن “زيارة المسؤولين الأوكرانيين تتم بعلم مباشرة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودون حضور فرنسا وألمانيا.

وبحسب المصدر إن “ما يقوم به العراق يتم بضوء أخضر من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين، ورحبت بها أطراف إقليمية مثل إيران والسعودية وقطر والأردن”.

وبحسب “ميدل إيست نيوز” الإخباري، فإن قادة أوكرانيا متفائلون بشأن التحركات الجارية في بغداد وقد يوفرون الأساس لمفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، مضيفاً إنه “على الرغم من أن العراق يتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا؛ لكن أوكرانيا تعتبر العراق دولة محايدة”.

ومنذ حوالي عام، بذل الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا وألمانيا العديد من الجهود للتفاوض بين روسيا وأوكرانيا بهدف إنهاء الصراع ووقف الحرب التي اندلعت في 24 من فبراير/شباط 2022، وتؤتي هذه الجهود الآن ثمارها مع دخول العراق إلى الساحة.

وبحسب صحيفة “العالم الجديد” تبدو هذه المسألة غريبة في البداية لكن التفاصيل التي كشفت عنها مصادر أوروبية وعراقية تشير إلى قرب زيارة وفد أوكراني لبغداد.

وأعلن مصدر أوروبي، طلب عدم الكشف عن اسمه، عن زيارة وشيكة لوفد أمني أوكراني رفيع المستوى إلى بغداد بهدف التشاور المباشر مع جهاز المخابرات العراقية من أجل التحضير لمفاوضات مباشرة مع السلطات الروسية.

وأوضح هذا المصدر أن هذه الرحلة تأتي بعد رحلة لمسؤول أوكراني مقرب من رئيس البلاد في مارس الماضي؛ وجرت خلالها مفاوضات سرية مع مسؤولين عراقيين، منهم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وفائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى، ومهدت الطريق أمام رحلة هذا الوفد الأمني ​​إلى العراق.

وقال هذا المصدر الأوروبي، الذي كان في أوكرانيا الأسبوع الماضي، إن الزعماء الأوكرانيين يتجهون سراً إلى بغداد لتمهيد الطريق للمفاوضات مع روسيا.

وبحسب هذا المصدر، رفضت روسيا وأوكرانيا اقتراح قطر وعمان بالوساطة في هذه المفاوضات، والذي اقترحته إسرائيل وفرنسا وألمانيا.

تفاؤل أوكرانيا بالتطورات الجارية في العراق

وقال المصدر إن قادة أوكرانيا متفائلون بشأن التحركات الجارية في بغداد، والتي قد توفر الأساس لمفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا.

وأشار إلى أن أوكرانيا تتمتع بعلاقات قوية مع العراق، وأنه تم توقيع اتفاقيات اقتصادية وعسكرية مهمة بين البلدين بعد عام 2003.

وفي هذا الصدد، تلقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين الماضي.

وشدد رئيس الوزراء العراقي، في هذا الاتصال الهاتفي، على أهمية التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا واعتماد الحوار كوسيلة لإنهاء هذه الأزمة التي أدت إلى العديد من المآسي.

وخلال الجهود في هذا الاتجاه التقى قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي مع ألكسندر بورافيجنكوف القائم بالأعمال الأوكراني في العراق، واستعرض الجانبان الوضع السياسي والأمني ​​وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية.

وشدد الاعرجي في هذا اللقاء على اهمية التحول الى منطق الحوار في حل الازمات والمشاكل الدولية.

وعلى الرغم من أن العراق يتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا؛ لكن أوكرانيا تعتبر العراق دولة حليفة، خاصة بعد أن صوت العراق إلى جانب 141 دولة أخرى في الأمم المتحدة لصالح مشروع قانون يتعلق بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من أوكرانيا.

قوات حفظ السلام العراقية

وأوضح المصدر الأوروبي رفيع المستوى أن القضايا التي سيتم التفاوض عليها في بغداد تشمل وقف إطلاق النار والسماح للقوات الأجنبية المحايدة، بما في ذلك القوات الصينية وبعض الدول العربية، بدخول مناطق الصراع حتى الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار وحل المشاكل بين روسيا وأوكرانيا.

وذكر المصدر الأوروبي “أن من بين القوات المقترح إرسالها إلى مناطق الصراع قوات النخبة أو قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي”.

وبحسب هذا المصدر، تتفق روسيا وأوكرانيا مع دخول القوات الأجنبية إلى مناطق الصراع؛ لكن الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا وألمانيا يعارض بشدة هذه القضية لأنهم يعتقدون أنها قد تهدد السيادة الأوروبية.

وقال المصدر إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحاول إظهار قدرته على وقف الحرب لكن روسيا تعارض بإصرار أي مبادرة من جانب دول الاتحاد الأوروبي.

فريق الوساطة العراقي

من جهة أخرى، قال مصدر أمني رفيع المستوى من العراق، إن الفريق العراقي الذي ينسق بين روسيا وأوكرانيا، يتألف من أربعة مسؤولين وممثلين عن الأجهزة الأمنية، وهم قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي، وفالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، وضابط رفيع المستوى في المخابرات العراقية وموظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية العراقية.

وقال هذا المصدر إن الاتفاقية الأمنية بين العراق وفرنسا، التي تم توقيعها خلال زيارة السوداني لباريس، كانت خطوة كبيرة لباريس لتكون حاضرة في أي تفاهم بين أوكرانيا وروسيا في العراق.

وأضاف أن رئيس وزراء العراق أبلغ الرئيس الفرنسي أنه تلقى طلباً من بعض الوسطاء للمساعدة في التفاوض بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أن أي مفاوضات بين الأطراف المتصارعة في بغداد ستتم بالتنسيق بين الدول الثلاث إيران وتركيا والسعودية.

واسم فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى في العراق واضح جداً في أوساط الشخصيات البارزة التي تلعب دوراً في هذا المجال منذ توجهه إلى باريس خلال رحلة رسمية وقبل ذلك التقى الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، وقبل ذلك التقى أيضاً بالسفير الروسي في العراق.

ويبرر هذا المصدر علاقة زيدان بهذه القضايا التي تقع خارج نطاق اختصاصه، حيث أن زيدان هو الوجه الأبرز للنظام السياسي العراقي بعد رئاسة الوزراء، خاصة في الحالات التي يجد فيها رئيس الوزراء نفسه في مأزق، بما في ذلك لقاء الأسد الذي كان فائق زيدان قد قام به مؤخراً، وهي واحدة من تلك الحالات.

اترك تعليقا