المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صدر حديثاً كتاب “عوائق التحديث.. منعرجات العقل في الدين والفلسفة”

صدر حديثاً عن جامعة الكوفة كتاب “عوائق التحديث.. منعرجات العقل في الدين والفلسفة”، للباحث العراقي علي المدن الذي يخوض في مجال عراقي نادر، ويقدم معالجات عادة ما يهملها الجدل الثقافي في بغداد، حيث استعرض نماذج مهمة تركت أثرها خلال 100 عام من الجدل العراقي في مسائل الشريعة والاعتقاد، كما ألقت الضوء على تيارات بارزة في الفكر الإسلامي منذ غزو هولاكو وسقوط العباسيين حتى القرون الأخيرة.

ويستعرض الكتاب الصراع بين الاتجاهات المعتدلة والمتشددة، في بلد يوصف بأنه مسرح لتأثيرات عميقة تركتها ديانات ومدارس وتيارات فكرية وفرق ومذاهب غاية في التنوع عبر القرون.

وصدر الكتاب في بيروت ضمن سلسلة دراسات فكرية ، وهو مشروع مشترك بين جامعة الكوفة وكرسي اليونيسكو حول حوار الأديان، تحت عنوان عوائق التحديث: منعرجات العقل في الدين والفلسفة.

عن ماذا يتكلم هذا الكتاب ؟ وما الذي يقوله؟

يتكلم عن الأسوار التي شيدناها حول عقولنا، وكيف أننا لا نفكر في مشاكل الحياة والإنسان والمجتمع والدولة (باختصار: كل شيء) إلا من خلال “النص الديني”. وأن مشكلة التفكير عندنا تبدأ مع هذا السور العظيم، الذي به نتولى كل فكرة، وبه نعارض كل فكرة. والأزمة دائما في الحدود (يمكن أن نقول أيضاً: الآفاق) التي نعتقد بضرورة تبنيها والوقوف عندها، أو نعتقد (وهذا هو الأخطر) بضرورة إنكارها ورفضها.

المشكلة المعرفية الكبرى للعقل عندنا ليس فيما يثبته هذا العقل، بل فيما ينفيه. في حصره للمعرفة في مصادر خاصة لا-تتخطى- النص.

وحين يكون النص هو المرجعية المعيارية للنص، أي بالنص فقط نحدد صحة ما نستنتجه من النص، يكف العقل عن اكتشاف أخطائه، بل يكف عن توليد أي معرفة جديدة، ويكون مجرد أداة للتبرير والتسويغ وإضفاء الذرائع.

بالواقع فقط، يمكن كسر هذه الدائرة المغلقة للنص، وحين يتوج هذا الواقع ملكا في المعرفة يمكن للعقل أن يتحرر من أخطائه القديمة التي ارتكبها باسم النص، ومهمة هذا الكتاب إيضاح هذه الفكرة.

عن المؤلف: علي المدن من مواليد البصرة عام 1978، هاجر إلى إيران بعد حرب الخليج الثانية، وتفرغ طوال ثلاثة عقود للدراسات الأدبية وعلوم الشريعة وفلسفة الدين وتاريخ الإلهيات المقارن، وساهم كباحث في الشؤون الشيعية، ضمن الكثير من الأبحاث خلال ما عرف بموجة المراجعات الفكرية التي أثارت الاهتمام منذ تسعينيات القرن الماضي، وتركت أثرها على السياسة والدين والاجتماع في معظم بلدان الشرق الأوسط.

اترك تعليقا