المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل وصلت المفاوضات الإيرانية السعودية إلى طريق مسدود

ترجمة خاصة لـ”المعهد العراقي للحوار”

كشف تقرير لوكالة ” أسوشيتد برس”، يوم الثلاثاء، إن المفاوضات الإيرانية السعودية وصلت إلى طريق مسدود بسبب اتهامات طهران إلى الرياض بالتورط في حركة الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها إيران والتي تعتبرها الأخيرة بأنها “إضطرابات وإثارة شغب” تحركها أيادي خارجية.

ونقل التقرير عن عدد من المسؤولين العراقيين قولهم إن “المفاوضات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين، الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية، وصلت إلى طريق مسدود و “توقفت” بشكل رئيسي بسبب ادعاء طهران بشأن “دور” الرياض في “التحريض” على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران.

وقال المسؤولون في بغداد “أن الجولة السادسة من المفاوضات بين إيران والسعودية بوساطة عراقية لم يتم التخطيط لها لأنه على الرغم من زيارة رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني إلى طهران الشهر الماضي، ورفضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقاء السلطات السعودية”.

ويشير التقرير إلى السوداني الذي زار طهران قبل فترة والتقى كبار المسؤولين الإيرانيين من بينهم زعيم الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أبدى استعداد حكومته لمواصلة الوساطة في المفاوضات بين طهران والرياض.

لكن وفقًا لوكالة أسوشيتيد برس، أكد خمسة مسؤولين عراقيين، من بينهم مسؤولون حكوميون، وشخصيات سياسية لأحزاب شيعية، “أن السبب الرئيسي لرفض طهران العودة إلى المفاوضات مع السعودية هو الاتهام الذي يوجهه مسؤولون في الجمهورية الإسلامية للحكومة السعودية إنها تدعم احتجاجات إيران.

وقال خمسة مسؤولين عراقيين مطلعين على تفاصيل هذه المفاوضات، لكن طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن مسؤولي الجمهورية الإسلامية ينظرون إلى المملكة العربية السعودية في دعم الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران عبر شبكة إيران الدولية (إيران انترناشيونال) والقنوات والمواقع الإعلامية التابعة للسعودية.

ورداً على وكالة أسوشيتيد برس، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة توقف مفاوضات طهران مع السعودية، لكنها لم تقدم تفسيراً.

وقال عامر الفائز، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، إن “الجمود” الذي نشأ في مفاوضات طهران – الرياض سيكون له “تأثير سلبي” على المنطقة.

وبحسب وكالة أسوشيتيد برس، فإن رفض طهران الواضح لمواصلة الحوار مع السعودية يعد خطوة إلى الوراء بالنسبة لمحمد شياع السوداني لأنه كان يأمل أن يؤدي استمرار هذه المفاوضات إلى تعزيز دور العراق كوسيط إقليمي.

كما قال مسؤول بوزارة الخارجية العراقية لوكالة الأنباء هذه إن طهران “غاضبة” أيضا من البيانات المشتركة الصادرة في نهاية الاجتماع المشترك بين الصين والسعودية ثم الاجتماع بين الصين والإمارات في الرياض.

وفي أحد التصريحات المذكورة أعلاه الصادرة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية قبل أسبوعين، تم التأكيد على “تعزيز التعاون الصيني السعودي لضمان الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي”.

كما طالب بيان آخر صادر عن الصين والإمارات إيران باحترام “مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، واعتبرت هذه العبارة حساسة للغاية بالنسبة لإيران من حيث استمرار سيادتها على الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.

وقال مسؤولون عراقيون إن طهران قلقة أيضًا من أن تعزيز العلاقات الاقتصادية الصينية السعودية سيؤثر على موقف إيران، التي كانت شريكًا اقتصاديًا مهمًا للصين.

قمة بغداد بالأردن تجمع إيران والسعودية

وتأتي تصريحات كبار المسؤولين العراقيين بشأن “الجمود” في محادثات الرياض ـ طهران، فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال مشاركته في مؤتمر بغداد الثاني بالعاصمة الأردنية عمان، إنه “التقى نظيره السعودي فيصل بن فرحان وأكدا استعداهما لمواصلة المفاوضات بين طهران والرياض”.

كما نقلت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، عن عبد اللهيان قوله إن “المحادثات مع السعودية ستستمر على مسارها السابق”، مضيفاً “على الجانب السعودي أن يقرر كيفية اتباع نهج بناء تجاه إيران”.

وشدد عبد اللهيان على أن طهران ترحب بتطبيع وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، وقال “كلما أصبح السعوديون مستعدين للعودة إلى العلاقات الطبيعية، ترحب إيران بذلك”.

وأشار عبد اللهيان إلى قمة بغداد الثانية في الأردن، قائلاً “كانت هناك فرصتان على هامش اجتماع بغداد ودارت مباحثات بين رؤساء الدول منها محادثة مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على الهامش، وأعلنا استعدادنا لمواصلة العملية التفاوضية التي انطلقت في بغداد”.

وأضاف “إن إيران لم تكن طرفاً في قطع العلاقات الدبلوماسية، وكانت السعودية هي التي اتخذت هذا القرار، وكلما كان السعوديون مستعدين للعودة إلى العلاقات الطبيعية، ترحب إيران بذلك”.

واتخذت السعودية قرار قطع العلاقات مع إيران مطلع يناير/كانون الثاني 2016 بعدما اقتحم محتجون إيرانيون مبنى سفارتها في طهران وإضرام النار فيها كما تكرر الحادث في اليوم الثاني واستهدف قنصليتها بمدينة مشهد شمال شرق إيران.

وقد قررت عدد من الدول العربية قطع العلاقات مع إيران فيما اتخذت دولاً أخرى خفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي.

وبدأت المفاوضات وجهاً لوجه بين وفدين من إيران والمملكة العربية السعودية في بغداد في العام الماضي  بوساطة من العراق. وكانت نتيجة جولات المفاوضات الخمس حتى الآن إعادة فتح المكتب التمثيلي الإيراني تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة.

بينما ربطتها إيران بالسعودية منذ بدء شبكة إيران الدولية التي تبث من العاصمة البريطانية لندن قبل خمس سنوات، يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تعتبر فيها طهران استمرار وطبيعة عمل هذه الشبكة عقبة رئيسية أمام استمرار المفاوضات مع السعودية.

ووصفت وزارة الاستخبارات الإيرانية شبكة إيران الدولية بأنها “منظمة إرهابية”، كما حظرت طهران التعاون أو التواصل مع هذه القناة.

اترك تعليقا