المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الجزائر تريد إعادة سوريا للجامعة العربية لمواجهة التطبيع مع إسرائيل

كشفت مجلة ”جون أفريك“ الفرنسية، أن الجزائر تكثف هذه الأيام جهودها الدبلوماسية، من أجل إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، بما من شأنه أن يعزز موقعها في التعاطي مع بعض الملفات، من بينها مواجهة التطبيع مع إسرائيل.

ونوهت المجلة الفرنسية إلى أن الجزائر تكثف جهودها لإعادة إدماج سوريا في جامعة الدول العربية قبل انعقاد القمة العربية المقبلة.

وزار وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة دمشق يومي 24 و25 تموز يوليو الجاري، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد إضافة لنظيره فيصل المقداد.

وجدد الوزير الجزائري خلال مؤتمر صحفي مشترك دعمه لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، معتبرا أن غياب دمشق ”يضر بالعمل العربي المشترك“. وأضاف أن ”العديد من المسؤولين العرب يتوجهون إلى دمشق ويلتقون بمسؤولين سوريين“.

ويعلّق تقرير نشرته مجلة ”جون أفريك“ بأنّ ”الدول العربية تسلك طريقها ببطء إلى دمشق حيث أعاد الأردن فتح حدوده الشمالية، وزار وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان سوريا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 وأعادت البحرين سفيرها في كانون الأول/ ديسمبر 2021 فيما تضاعف مصر المواقف المؤيدة لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها في 2011.

وبحسب ”جون أفريك“، يفسّر ”ثبات الموقف الجزائري في الملف السوري جزئياً بعدة نقاط مشتركة مع دمشق، فبالإضافة إلى العلاقات الجيدة مع موسكو في المجال العسكري فالدولتان فوق كل شيء جزء من كتلة عربية ترفض رفضًا قاطعًا تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وبالتالي فإن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ستسمح للجزائر بتعزيز ثقل موقعها في مواجهة ما وصفتها بـ“الصفقة الجيوسياسية الإقليمية الجديدة“.

ويؤكد التقرير أنّه ”بغض النظر عن الحلفاء المشتركين، تشترك الجزائر وسوريا في سياستهما التي تقوم على الاستبداد والعسكر ومحاربة الإسلاميين، ومن الناحية الإيديولوجية، فإن البلدين هما آخر ممثلين لقومية عربية“، وفق تعبيره.

ويوضح التقرير أنّ ”موقف الجزائر من سوريا ليس جديدا، ففي 5 تموز / يوليو الجاري دعي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الستين لاستقلالها، وكانت تلك الزيارة فرصة للقاء العديد من الوفود العربية والأفريقية، وبهذه المناسبة بعث الرئيس التونسي قيس سعيد برقية تهنئة إلى نظيره السوري عبر فيصل مقداد، كما كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد اقترح بالفعل في تشرين الثاني نوفمبر، أن يعود بشار الأسد إلى المحور الإقليمي، وقال حينها ”من المفترض أن تكون سوريا هناك“.

ولم يقطع البلدان علاقاتهما قط، حتى في ذروة الحرب الأهلية، حتى أن وزير الخارجية الجزائري آنذاك، عبد القادر مساهل، زار العاصمة السورية في نيسان أبريل 2016، وخلال مقابلة مع الرئيس السوري أشار إلى ”دعم الجزائر للشعب السوري في حربه ضد الإرهاب، حفاظا على الاستقرار وأمن سوريا ووحدة وتماسك شعبها“.

اترك تعليقا