المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

روسيا تسحب قواتها من سوريا وإسرائيل تراقب

أثارت التقارير التي تتحدث عن قيام روسيا ببدء عملية سحب قواتها المتمركزة في سوريا ونقلها إلى جبهال القتال في أوكرانيا، الصحافة الإسرائيلية التي أبدت قلقها حيال هذا الموقف الروسي السريع.

خبر الانسحاب، ذكرته صحيفة موسكو تايمز التي قالت “أن روسيا بدأت في سحب قواتها من سوريا، وتركيزها في ثلاثة مطارات قبل الانتقال إلى الجبهة الأوكرانية”.

ويعتقد على نطاق واسع أن هناك أكثر من 60 ألف عسكري روسي في سوريا، نصفهم تقريبًا من الضباط والخبراء العسكريين.

وفقاً لتقرير الصحيفة المستقلة، التي تتحذ من هولندا مقراً لها، فقد “تم نقل العديد من الوحدات العسكرية من قواعد في جميع أنحاء البلاد إلى ثلاثة مطارات متوسطية، حيث سيتم نقلهم إلى أوكرانيا”.

وجاء في التقرير أيضاً أن “القواعد التي تم التخلي عنها الآن تم نقلها إلى الحرس الثوري الإيراني، وكذلك إلى جماعة حزب الله اللبناني”.

وموسكو حليف لدمشق ودعمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد بضربات جوية خلال الحرب الأهلية السورية في عام 2015.

ووفقًا لصحيفة “إسرائيل تايمز”، فإن التطور الجديد، انسحاب بعض تلك القوات من سوريا، قد يمثل مشكلة بالنسبة لإسرائيل، التي تسعى إلى منع المزيد من انتشار القوات الإيرانية.

ووفقًا لصحيفة إسرائيل تايمز، حذر عهود ياري، الخبير في شؤون الشرق الأوسط  “من أنه بدون النفوذ الروسي في دمشق ووجود القوات البرية الروسية في سوريا، يمكن لطهران أن تدخل وحداتها بسهولة أكبر إلى سوريا وأن إيران ستقوم بذلك”.

وفي وقت مبكر من الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في أواخر فبراير/شباط الماضي، سعت إسرائيل إلى تحقيق توازن دبلوماسي بين موسكو وكييف، والحفاظ على العلاقات مع كلا الحليفين وعرض التوسط في المفاوضات بين الجانبين.

ومع صدور تقارير عن جرائم حرب روسية في أوكرانيا، غيرت إسرائيل لهجتها وأصبحت أكثر صراحة في انتقادها لموسكو، كما أدت هذه التطورات إلى بعض الاضطرابات في العلاقات الإسرائيلية الروسية.

ويتزامن خبر نقل المزيد من القواعد في سوريا إلى الحرس الثوري وحزب الله اللبناني مع زيارة غير مسبوقة وغير متوقعة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران يوم الأحد الماضي.

والتقى بشار الأسد مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، ووصف الأخير علاقات إيران مع سوريا بأنها “حيوية” ودعا إلى “تعزيز” هذه العلاقات.

اسرائيل “تدقق” في التقرير

وبحسب ميدل إيست نيوز، أفاد راديو إسرائيل يوم الإثنين، أن إسرائيل تدرس بعناية التقارير التي تفيد بنقل عدد كبير من القوات الروسية إلى خارج سوريا؛ خاصة وأن هذه التقارير قد تم نشرها في وسائل الإعلام الروسية.

وكتبت التايمز أوف إسرائيل أن هذه العملية قد تكون مشكلة لإسرائيل، مشيرة إلى أن روسيا لديها 12 قاعدة عسكرية في سوريا.

وكان الكرملين قال في وقت سابق إنه أرسل 63 ألف جندي إلى سوريا.

وذكرت إذاعة إسرائيل أن المسؤولين الإسرائيليين قلقون للغاية من إمكانية استبدالهم في سوريا بانسحاب القوات الروسية أو القوات الإيرانية أو الجماعات المسلحة التابعة للجمهورية الإسلامية.

وأكد راديو إسرائيل أن الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران واجتماعاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين تثير القلق في إسرائيل.

وفي وقت سابق، أفاد موقع “ديبكا” التابعة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر، بأن وحدات روسية متمركزة في سوريا كانت تتجمع في قواعد حميميم والقامشلي ودير الزور و T4 الجوية، وأن بعضها جاهز للنقل إلى الجبهة الأوكرانية.

وأفادت مصادر عسكرية للموقع الإسرائيلي “أن روسيا سلمت قواعدها العسكرية الرئيسية إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله”.

ويوم السبت الماضي، قال مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إن فلاديمير بوتين لا يمكنه تحمل الخسارة في أوكرانيا، لذلك فهو مستعد لمضاعفة قواته هناك.

وذكر تقرير لهيئة الإذاعة الإسرائيلية، الاثنين، أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل “تراقب بقلق واضح عمليات انسحاب قوات روسية من سورية”.

وجاء في تقرير الإذاعة أن إسرائيل تفحص دقة المعلومات التي تحدثت عن نقل عدد كبير من القوات الروسية من سورية، خصوصاً بعد نشر تقارير بهذا الشأن في وسائل إعلام روسية، علماً بأن التقديرات تشير إلى أن موسكو نشرت في سورية بضعة آلاف من الجنود، بما يشمل 12 قاعدة وموقعاً عسكرياً.

ووفقاً للتقرير العبري، فإن إسرائيل تخشى أن يحل جنود إيرانيون أو قاتها تابعة لها في المواقع التي يخليها الروس في سورية.

وتأتي هذه المخاوف الإسرائيلية على الرغم من الاتفاق العسكري بين إسرائيل وروسيا عام 2015 حول سورية.

ويقضي الاتفاق بالتنسيق العسكري بينهما لتفادي وقوع احتكاكات أو معارك جوية ولاسيما أن الطيران الحربي الإسرائيلي ينفذ غارات وهجمات في سورية وما تسميه إسرائيل “بقوافل نقل الأسلحة” عبر الأراضي السورية إلى لبنان ومن ثم لـ”حزب الله”.

وفي أكتوبر /تشرين الأول الماضي كانت وسائل إعلام إسرائيلية بينها”|يسرائيل هيوم”، قد ذكرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نيفتالي بينيت، اتفقا في نهاية زيارة الأخير إلى موسكو “على استمرار سياسة حرية العمل الإسرائيلية القائمة في سورية”.

وأضافت الصحيفة: “تلخص النقاش بنموذج الاستمرار في العلاقة إلى مستوى جديد”.

لكن ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أشار الكثير من المراقبون وتصريحات المسؤولين في موسكو وإسرائيل إلى “تغيّر” قد يطرأ على طبيعة نشاط الأخيرة في سورية.

ويرتبط ذلك بالمسار الذي ستسلكه إسرائيل بخصوص العملية العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا، وعما إذا كانت ستلتزم طريق الحياد أم أنها ستقف مع طرف ضد طرف آخر.

اترك تعليقا