المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: فنلندا بين الناتو والتهديد الروسي

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة، آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تتحدث عن خطوة ”محفوفة بالمخاطر“ بعد إعلان فنلندا نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يثير غضب موسكو.

وسلطت صحف الضوء على تقارير تكشف أن ”قمة الأمريكتين“ التي تستضيفها واشنطن الشهر المقبل قد تفضح ضعف إدارة الرئيس جو بايدن فيما يخص سياستها الخارجية.

ورأت صحف أخرى أن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو بدأت تؤرق الجيش الروسي بالفعل، لكن ليس بالقدر الكافي لوقف الحرب في أوكرانيا.

فنلندا بين ”الناتو“ والتهديد الروسي

وقالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن ”إعلان فنلندا عزمها الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خطوة محفوفة بالمخاطر ستضيف قوة قتالية كبيرة إلى التحالف، بينما تعمق أيضًا الانقسامات بين الشرق والغرب وستثير غضب موسكو بشكل لا يمكن توقعه على الإطلاق“.

وقالت موسكو إن ”انضمام فنلندا، الذي سيضيف مئات الأميال إلى حدود الناتو المشتركة مع روسيا، سيهدد أمنها القومي“، محذرة من أن ”العضوية قد تتطلب إجراءات جديدة من جانب روسيا لتحقيق التوازن في الوضع“.

يأتي ذلك في وقت يُتوقع فيه أن تعلن السويد المجاورة أيضا عن نيتها الانضمام لـ“الناتو“ قريبا.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه ”لم يتضح على الفور ما هي الخطوات التي قد تتخذها دول الناتو لحماية فنلندا والسويد من أي انتقام من جانب روسيا حتى يتم وضعهما رسميًا تحت مظلة الدفاع المشترك للتحالف“.

وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن ”عضوية فنلندا والسويد في الحلف المؤلف من 30 دولة ستنهي عقودًا من عدم الانحياز العسكري في تحول تاريخي نتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا“.

وتحت عنوان ”لماذا لم يكن البلدان عضوين بالفعل؟“، أوضحت الصحيفة أن ”كلتا البلدين اعتبرا أن الانضمام إلى الناتو سيمثل استفزازًا غير ضروري لموسكو، ولذا انتهجتا منذ فترة طويلة سياسات الحياد، ثم عدم الانحياز، لتجنب استعداء قوة إقليمية عظمى“.

ورأت الصحيفة البريطانية أن ”مخاوف فنلندا عملية إلى حد كبير، حيث تشترك في حدود 810 أميال (1300 كيلومتر) مع روسيا، وأعلنت استقلالها في العام 1917 بعد أكثر من قرن من حكم موسكو، وقاتل جيشها مرتين القوات السوفيتية خلال الحرب العالمية الثانية قبل التنازل عن حوالي 10 بالمئة من أراضيها“.

وقالت الصحيفة إن ”(اتفاقية الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة) لعام 1948 مع روسيا عزلت فنلندا عسكريًا عن أوروبا الغربية، رغم أن تفكك الاتحاد السوفيتي وعضوية الاتحاد الأوروبي سمح لها منذ ذلك الحين بالخروج من ظل روسيا“.

أما عن الجانب السويدي، رأت الصحيفة أن ”معارضة ستوكهولم لعضوية الناتو أكثر أيديولوجية، حيث ركزت سياستها الخارجية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية على الحوار متعدد الأطراف ونزع السلاح النووي“، مشيرة إلى أنها ”لطالما اعتبرت نفسها وسيطًا على المسرح الدولي، حيث استنزفت قوتها العسكرية بعد نهاية الحرب الباردة“.

وقالت الصحيفة في تحليل لها: ”أعادت السويد التجنيد الإجباري وعززت الإنفاق الدفاعي منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014، لكن الكثيرين في اليسار السويدي ما زالوا متشككين من أجندة الناتو التي تقوده الولايات المتحدة ويجادلون بأن العضوية لن تؤدي إلا إلى زيادة التوترات الإقليمية“.

وتحت عنوان ”لماذا تفكران في الانضمام الآن؟“ أضافت الصحيفة: ”يشعر العديد من الفنلنديين والسويديين بشكل متزايد أن الانضمام إلى الناتو سيساعدهم في الحفاظ على سلامتهم عندما يواجهون زعيمًا روسيًا عدائيًا ولا يمكن التنبؤ به. وتظهر استطلاعات الرأي أن التأييد العام لعضوية الناتو قد تضاعف ثلاث مرات إلى حوالي 75 بالمئة في فنلندا وقفز إلى حوالي 60٪ في السويد“.

اترك تعليقا