المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مداخلة د. خلدون يالجين كايا معهد الشرق الاوسط للدراسات( اورسام)

في بادئ الأمر أود أن انتقد عنوان جلسة اليوم التي حملت عنوان التنافس أو الاستقرار فإما أن تكون التنافس أو الاستقرار، على سبيل المثال نحن مع أوربا كنا في تنافس دائم وأنا أود أن اذكر مثالا على ذلك أنا ولدي اثنان من الأخوة نحاول التنافس دائما ولكن بطريقة مسالمة لغرض التوصل إلى حلول وتسويات وطالما ونحن مسالمون نود من الآخرين أيضا أن يكونوا مسالمين معنا ولا يحاولون أن يخلقوا أي نوع من التنازعات، وبما أن تركيا في الشرق الأوسط هي أيضا أوروبية وهي انطالية وهي قوقازية وهي تطل على البحر المتوسط وبذلك لدينا الكثير من المشاكل  والقلق الأمني الداخلي والخارجي مع المحيط الخاص بدولتكم.

غالبا ما نواجه مشاكل أمنية من جهتين هي حزب العمال الكردستاني وداعش حيث قامت في السنتين الماضيتين بالكثير من العمليات الإرهابية داخل تركيا، واقعا حزب العمال الكردستاني زاد من أفعاله الإرهابية بعد حرب الخليج الأولى عام 1991م أما داعش فقد بدأت منذ عام 2003 و 2004 بزيادة عملياتها الإرهابية مهما اختلفت تسمياتها، وبسبب الحرب الأهلية داخل سوريا وتوسع هاتين الجماعتين باتجاه حدودنا زاد ذلك من قلقنا ومخاوفنا ودفعنا بقواتنا إلى الحدود وأي مشاكل أمنية تقع في بلد مجاور لنا لا بد لنا الإجراءات اللازمة للحد منها.

إنا لست سياسيا ولكني أحاول انتقاد السياسة الخارجية التركية لأنني أجد فيها نوع من الاستمرارية أو التناقضات وليس البرجماتية ولدينا ثلاثة أمثلة هنا الأولى الحرب العراقية الإيرانية والتي لم تشارك فيها تركيا والثانية هي الغزو الأمريكي على العراق وأيضا رفض البرلمان التركي المشاركة فيها، هذا النهج مهم جدا فبالرغم من أن تركيا تمنع أي تدخل في العراق أو أي منطقة أخرى لكنها تمتلك مخاوف من حزب العمال داخل وخارج تركيا، وعلى سبيل المثال تركيا وخلال خمس سنوات من الحرب الأهلية داخل سوريا لم تتدخل ولم تحاول التدخل في الحرب هناك إلى أن كانت هناك انفجارات صاروخية وقصف من داخل سوريا على تركيا أدى بها إلى بدء الرد والإظهار لجيرانها بأننا نعيش في تضامن ويجب علينا ردع أي عدوان يحاول خلخلة الأوضاع في المنطقة.

اظن انه من المهم للعراق أن يحارب داعش من الجهة الشرقية وتواجهه تركيا من الجهة الغربية لاستمرار هاتين الحضارتين في محاربة داعش لغرض خلق السلام وإبعاد التطرف الذي هو من المشاكل الأساسية، لسوء الحظ أود أن اذكر أن هذه الحقبة ليست من أكثر الحقب دموية في تاريخ الإنسانية فهنالك حقب كانت أكثر عنفا في العالم، واعتقد لغرض اجتثاث هذا التطرف ينبغي علينا العمل كمجتمعات ومحاولة خلق أجواء أفضل في المستقبل.

اترك تعليقا