المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مشاركة احمد السيد النجار مدير ادارة صحيفة الاهرام المصرية

في البداية أتوجه بالشكر للشيخ د. همام حمودي النائب الأول لمجلس النواب وللمعهد العراقي لحوار الفكر ولجامعة بغداد على دعوتهم للمشاركة في هذا المنتدى أو الحوار.

الحقيقة ان وجهات نظري ربما تبدوا بصورة او بأخرى مختلفة عن السياق العام قليلا ولكنها تنبع بالأساس من عشقي لهذا الوطن وكل ذرة من ترابه فشاعري الأعظم هو بدر شاكر السياب، والفلسفة الأعمق للحياة والبهجة ملحمة كلكامش وايضا هذا الوطن في الحقيقة قدم الكثير للعرب والانسانية وقدم نموذجاً في كثير من الأحيان اعتقد انها يمكن ان تعيد بصورة او باخرى او ممكن استلهامها بصورة او أخرى لاعادة لحمة هذا الوطن.

في الحقيقة الانتصار على داعش هو هم وشأن كل المنطقة، يعني ماذا كان اسعد لي من انتصار الشعب السوري في حلب وأيضا الانتصار الذي نوشك أن نحققه على داعش في الموصل لكن هل هذا الانتصار هو نهاية الأزمة وهل بالفعل يمكن تحقيق السلام والاستقرار على قاعدة التراضي ام على قاعدة المغالبة؟

 الحقيقة ان الاستقرار الوحيد القابل للاستمرار في العراق هو القائم على التراضي بين كل مكونات العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين ماذا حدث كانت هناك مليشيات للمجموعات الشيعية المختلفة مليشيات للاكراد بينما بقيت المنطقة السنية موسومة بانها محملة بكل الاثام المحملة لنظام صدام حسين هذا في الحقيقة لا يمكن ان يبني.

 ان نعامل الجميع داخل هذا الوطن على قدم المساواة ان يكون هناك سلاح واحد للدولة هو الجيش ينضوي من ينضوي تحت لوائه لكنه ينضوي بقواعد وقوانين ولوائح الجيش وليس اي شيء اخر فالسلاح الواحد يعني ان وطن واحد تبنى دولته على قاعدة المواطنة وليس اي شيء اخر.

الحقيقة ايضا ربما كان هذا الأمر او هذه التطورات في الحقيقة ان نضع في حسباننا ما حدث لاخواننا مسيحيي العراق فهذه وصمة عار في تاريخ العرب، ما حدث لمسيحي العراق والازيديين ما حدث في سوريا ايضا في هذا الشأن ينبغي ان يكون هناك نوع من الاقامة للدولة لمواطنيها لكل مواطنيها على قدم المساواة بدون اي تفرقة بسبب الاصل العرقي او الديني او المذهبي فهذا هو ما يبني وهذا هو ما يمكن ان يؤسس عليه دولة بالفعل قوية يسودها السلام القائم على التراضي وليس على اي شيء اخر وهذا ينقلني الى أمر آخر عندما تكون هناك أحزاب دينية في الحقيقة داخل الدين الواحد والمذهب الواحد يتنازع الدين اكثر من فريق لذلك ينبغي ان يبقى الدين في عليائه علاقة خالصة بين الانسان وربه ولا يستخدم في السياسة استخدامه في السياسة لم ينطو في اي بلد في العالم الا أساء للسياسة والدين معا وبالتالي هذا الامر مهم للغاية اذا اردنا ان نبني دولة لكل مواطنيها.

الأمر الآخر ان هذا الوطن العظيم يتشارك فيه السنة والشيعة والكرد والعرب والتركمان والازيديين في الكثير من المناطق هذا يعطي نقطة قوة ومرتكز لإمكانية تحقيق دولة الوحدة الوطنية لكل مواطنيها ايضا داخل العشيرة الواحدة هناك تعدد للمذاهب وبالتالي يمكن أيضا ان يكون أساسا للبناء في هذا الشأن.

انا في الأصل رجل اقتصاد وعمري كله في الاقتصاد وبالتالي سأركز على الجانب الاقتصادي في تعامل او معالجة ما بعد الانتصار  ربما تكون النقطة الأولى ان كل ماتم تخريبه في المناطق التي تعرضت للتخريب أصبح إصلاحها مسؤولية الدولة وجزء اساس من المصالحة الوطنية هي اعادة بناء ما خربته الحرب في المنطقة التي تعرضت لهذه السيطرة لداعش وبمنطق الأملاك الخاصة يمكن مساندة أصحابها ممن خربت أملاكهم وأيضا الأملاك العامة او الأملاك الاقتصادية وليست المنازل فقط يمكن ايضا المساعدة في اعادة بنائها لان هذا يعيد لحمة الوطن على أساس التراضي وعلى اساس إعادة يعني تأهيل كل ما تخرب في الحرب ضد تنظيم داعش الذي هو معادي للإنسانية في الحقيقة.

العراق يمتلك إمكانيات استثنائية وهو نموذج وعفوا أقول هذا الأمر وأنا قلبي موجوع نموذج لهدر الإمكانية لدينا إمكانيات زراعية وصناعية هائلة وقوة بشرية متنوعة المهارات عالية الكفاية يمكن توظيفها لبناء اقتصاد يطال السماء وليس النفط فقط لأنه ليس قدر العراق العظيم احد اضلع تأسيس الحضارة الإنسانية هو في الحقيقة ليس قدره ان يكون دولة ريعيه لا يليق بالعراق هذا الأمر يمكن ان يستخدم ريع النفط في بناء اقتصاد متنوع وقادر على ان يبقى مستغنيا عن النفط في زمن آخر.

الدول التي تتطور فعليا هي التي تعتمد على العلم والعمل اما من تعتمد على الدول التي تعتمد على ريع ثرواتنا فقدرها في النهاية ان تبقى دول غنية ولكن غير متقدمة، العراق يملك الأرض والمياه وتحويل الزراعة في العراق إلى الزراعة المروية يمكن ان يحقق انجازا هائلا لوسائل ري أحدث.. بالمناسبة مصر لديها 4% من الأراضي الزراعية في العالم العربي تنتج 38% من الإنتاج الزراعي العالمي لأنها زراعة مروية بنسبة 100% أعلى مستويات الإنتاجية تجد مستوى الإنتاجية في القمح مثلا 9 أطنان في الهكتار في الدول العربية إجمالي المتوسط اقل من 2طن للهكتار فهنا الحقيقية مسألة هذا التحول يمكن ان ينجز الكثير وعندما تكون الدولة في حالة من البحبوحه والقدرة على خلق فرص عمل لمواطنيها يمكن بالفعل ان تحقق السلام القائم على التراضي.

بالمناسبة ايضا الصين بعد انتهاء الصراع وتأسيس الدولة الصينية في عام 1949 كان انتاجها من الاسمنت 450000 طن وضلت كذلك تتداول مركزا بعيد عن المراكز المتقدمة حتى تسعينيات القرن العشرين ثم الان تنتج حوالي 40% من الإنتاج العالمي للاسمنت بالاستزراع السمكي في المياه العذبة وفي البحار المفتوحة يمكن للعراق بهذا الامر ولديه مساحات هائلة مائية في الاهوار وغيرها يمكن ان تتحول لقوة عظمى في هذا الشأن وليست دولة مستوردة للاسماك ايضا من المهم للغاية للتراضي الاجتماعي ان تكون هناك مكافحة صارمة للفساد، مالية الدولة للدولة فقط وخاضعة للرقابة من مجلس النواب والأجهزة الرقابية والمواطنين أنفسهم وجمعياتهم الأهلية لان هذا يقدم رسالة للمواطنين ان المال العام محمي وان أموالهم العامة محمية بأجهزة مكافحة الفساد وبقوانين واليات مكافحة الفساد وليست لهذه الجهة او تلك.

ايضا قدر العراق ان النموذج الاقتصادي لا يمكن ان يكون ذلك النموذج الذي تروجه الولايات المتحدة الأمريكية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهو النموذج الليبرالي القائم على نظرية التساقط، قدر للعراق الا يكون هذا النموذج لماذا؟ لان جزء رئيسي من الثروة في العراق هو بيد الدولة ثروة عامة بطبيعتها وبالتالي لابد ان يقوم الاقتصاد العراقي على ساقين القطاع الخاص يعمل في كل المجالات بمشروعات صغيرة متوسطة تعاونية كبيرة والقطاع العام او الدولة تبني لكل مواطنيها اعتمادا على الثروة العامة التي هي بطبيعتها مملوكة للدولة وهذا الأمر يجري تغييبه بشكل او بآخر وينبغي الالتفات لهذا الأمر قامت الاقتصادات الأوربية من ركام الحرب العالمية الثانية بهذا النموذج الكنزي النموذج الاقتصادي القائم على شركات تمكنت من السيطرة على الأسواق الداخلية ومدت اذرعها للخارج عندها فكرو في مسالة الخصخصة وغيره من هذه الأمور، وفي بلادنا عندما تمت الخصخصة الحقيقة كانت الفساد الاعظم في تاريخ المنطقة من المحيط الى الخليج في كل البلدان التي تمت فيها الخصخصة تم نهب المال العام ما بنته حكومات واجيال سابقة وينبغي الا يكون هذا الامر متكرر في عراقنا العظيم.

يبقى بشكل سريع وموجز العلاقة بين مصر والعراق انا بحث تخرجي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية كان عن “العلاقات الاقتصادية بين مصر والدول العربية الواقع والممكن” وكانت النتيجة الجوهرية والرئيسية ان الدولة التي تتوافق إمكانياتها في كل شي مع مصر هي العراق وبالتالي هذا الأمر يبقى كما هو هناك مجالات توافق استثنائية في التجارة والسلع الزراعية والصناعية وفي السياحة والمقاولات والاستثمارات المتنوعة لان مصر في الوقت الحالي فرصة استثنائية لاي دولة ترغب او لاي مستثمر يرغب في الاستثمار حيث القدرة الشرائية للعملات الأجنبية تضاعفت بعد انخفاض الجنيه مقابل العملات الحرة الرئيسية وحيث قانون الاستثمار اكثر من منصف انا بحكم تقييمي الموضوعي في الداخل هو جائر على مصر ولكنه أكثر إنصافا من المستثمرين، هناك ثروة معدنية هائلة يمكن العمل على أساسها قوة عمل ضخمة ورئيسية هناك ما يمكن ان نبنيه يتوافق مع الإمكانيات والقدرات وقيمة وقامة مصر والعراق.

اترك تعليقا